الجمعة، 29 يناير 2021 - 10:18 م

كان المعتاد أن يفرض التلفزيون جدول برامجه على المشاهدين، وعلى المشاهد أن ينصاع لهذه الرغبة، ولكن هذه المعادلة تغيرت الآن لتصبح الخيارات التلفزيونية من اختيار المشاهد نفسه.

 ثم جاء التطور الأحدث وهو الاستغناء تماماً عن شاشة التلفزيون ومشاهدة البرامج عبر شاشات أخرى مثل الكمبيوتر الشخصى والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية. بدأت الدراسات الحديثة تشير إلى تدهور آلية الاتصال الجماهيري، واستبدالها بسلوكيات جديدة فى التعرض تهدف أكثر إلى إضفاء الطابع الشخصى على الوسيلة الجماهيرية، لتتحول من مشاهدة وتلق ذى مواصفات جماعية جماهيرية محكمة إلى وسيلة فردية ذات طابع شخصى، حيث يتحكم المتلقى فى كل ظروف العرض.

لقد تطورت أنماط مشاهدة التلفزيون عبر أربع مراحل، مع التأكيد على أن كل مرحلة جديدة لا تلغى تماماً المراحل الأقدم. كانت المرحلة الأولى منذ ظهور التلفزيون وانتشاره فى أربعينيات القرن الماضى، حيث تكون المشاهدة الحية فى الوقت المجدول من جانب التلفزيون، وتطورت المرحلة الثانية من خلال تسجيل بعض البرامج عبر شرائط الفيديو كاسيت وإعادة عرضها فى الوقت المناسب للمتلقي، وامتدت هذه المرحلة من سبعينيات إلى تسعينيات القرن الماضي، ثم ظهرت المرحلة الثالثة من منتصف تسعينيات القرن الماضى وامتدت حتى العقد الأول من القرن الحالي، وتمثلت هذه المرحلة فى متابعة البرامج والمسلسلات عبر الإنترنت، ذلك النمط الذى أسهم فى طمس الحدود بين التلفزيون والوسائط الجديدة.

وتتميز المرحلة الرابعة بأنها تزيد من قدرة المتلقى على التحكم فى ظروف البث والتنزيل والمشاهدة باستخدام الأجهزة الوسيطة مثل الهاتف الذكى والأجهزة اللوحية عبر الشبكة، وعند هذه المرحلة ظهرت المشاهدة الشرهة واكتسبت شعبية بين الناس من مختلف الأعمار والجنسيات. وللحديث بقية.