علاء عبد الهادي
علاء عبد الهادي


فضفضة

الريف.. إحياء من عدم

علاء عبدالهادي

الأربعاء، 03 فبراير 2021 - 06:31 م

منذ أن تفتحت عيناى على الدنيا فى إحدى قرى مصر وأنا أرى وأتابع كيف انتقل حال الريف من سيئ إلى أسوأ، وكيف أن الريف كان دائما يسقط من حسابات المسئولين على حساب المدينة التى كانت تأخذ دائما الاهتمام، مما أدى إلى هجرة من هذا الريف الذى يفتقد إلى الخدمات الضرورية إلى المدينة، ومع الأيام لم تعد القرية المصرية، قرية وزحفت عليها مظاهر المدينة، ولم تعد المدينة مدينة، وحدث ما أسماه علماء الاجتماع ∀ترييف∀ المدينة.. ظلم الريف ليس وليد اليوم أو الأمس القريب، ولكنه وليد عقود، تعود إلى الفترة الملكية.

فى محاولاته الحثيثة لإعادة بناء الدولة المصرية، لم يترك الرئيس عبد الفتاح السيسى مكاناً إلا وطالته مشروعات التطوير وإعادة البناء، شرقا وغربا، ومن الإسكندرية إلى حلايب وشلاتين فى أقصى الجنوب، أحدث هذه المشروعات التى أطلقها مؤخراً هو إعادة بناء وإحياء وتطوير القرية المصرية، حيث تعهد الرئيس بأن يسلمنا القرية المصرية فى صورة تليق بمصر بعد 3 سنوات من الآن.. كشف الرئيس السيسى عن حلمه، الذى هو فى الحقيقة حلم كل مصرى، بأن يكون لدينا قرية مصرية، تتوافر لقاطنيها، وهم أغلبية سكان مصر، أسباب الحياة الكريمة، من طرق ممهدة ومرصوفة، ومن خدمات تليق، مثل الصرف الصحى، وكهرباء ومياه نظيفة، وتزامن مع هذا المشروع تبطين الترع حفاظا على كل قطرة مياه، وللقضاء على تحولها من منابع الحياة إلى مصدر للموت بعد أن تحولت الترع والمساقى إلى مقالب للنفايات، وللصرف الصحى وللصرف الزراعى، فأصبح الموت يحيط بسكان القرى من كل جانب.

مشروع الرئيس القومي لتطوير الريف المصري سوف يبدأ بـ 1500 قرية وتابع من عزب وكفور ونجوع، ليكون فيها كل الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية ولكن لم يرد ذكر شىء عن إعادة بناء الإنسان نفسه، وأنا هنا أتحدث عن ضرورة وجود ما يمكن اعتباره مراكز للإشعاع والتنوير والثقافة، بحيث يكون لدينا ما يمكن اعتباره نقاط استنارة تخدم كل منها عدة قرى وتوابع، كأن تكون مكتبة صغيرة فى مركز شباب أو ساحة شعبية، أو بيت أو قصر ثقافة، المهم أن تكون هناك مكتبة تخدم، ويتردد عليها أبناؤنا، هذا الأمر هو الضمانة الحقيقية لتنشئة جيل قادر على حماية هذا البلد، وعلى حماية قريته، لأننا شكلنا عقله ولم نتركه فريسة للمتشددين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة