آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

صناعة الفضائح.. وشماتة الموت !

آمال عثمان

الجمعة، 05 فبراير 2021 - 08:17 م

أؤمن بالحكمة التى تقول «مصطنع الود تفضحه الشدائد، ومتصنع الأخلاق تفضحه الخصومة»، لذلك لم أندهش حين خرجت الاتهامات الخزعبلية، بعد رحيل صفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق، وانتشرت التخاريف الخرقاء، والإدانات البلهاء التى يتاجر بها أصحابها من حين لآخر، مثلما يطرح التجار بضاعتهم الرديئة الراكدة على الأرصفة فى موسم البواقى والفضلات، لعلها تجد زبوناً ساذجاً ينخدع ويشتريها!!.

عاد الحديث عن تورط وزير الإعلام الأسبق فى مقتل سعاد حسنى، تلك القضية التى قتلت بحثاً مراراً وتكراراً سعياً وراء مادة إعلامية مثيرة وجذابة، تشبع غريزة الفضول لدى الجماهير، رغم أن الجميع يعلم أن حالتها النفسية والصحية فى سنواتها الأخيرة، لم تكن تجعلها تمثل خطراً على أى مسؤول، أو تدفع أحداً للتورط فى التخلص من حياتها، وأذكر حين كتبت أناشد الدولة استمرار علاجها على نفقة الدولة، أنها أرسلت لى خطاباً أكدت فيه أن الدولة لم تقصر معها، وأنفقت على علاجها، حتى لا تسيء أو تشوه صورة بلدها، ومن يعرف السندريلا جيداً يدرك مدى عشقها واعتزازها بوطنها، حتى إنها كانت ترفض تماماً قبول أى عروض مالية من الأثرياء والأمراء العرب. 

ولم يتوقف أصحاب الخيال البوليسى الساذج عند حد رسم مؤامرة اغتيال السندريلا، والزج باسم وزير إعلام مصر فى سيناريو خائب، يسيء لصورة أحد رجال الدولة المصرية، وإنما نسجوا مؤامرة تفوق الخيال، واقحموا الوزير فى قضية وفاة عازف الجيتار عمر خورشيد، ووصل الأمر إلى الادعاء بأنه لم يمت فى حادث سيارة، وإنما قتل بسبب تهديده لصفوت الشريف بفضح أمر المخابرات، إذا لم يبتعد عن سعاد حسنى!! وأعلن شقيقه تقبل العزاء فيه بعد 40 عاماً، وكأنه أخذ بثأره بوفاة الوزير الأسبق، إلى هذا الحد صارت الشماتة فى الموت!! .

ووصل التناقض فى مزاعم شقيقه إلى حد اعترافه بأن عازف الجيتار كان يخضع لحراسة مشددة، بأمر من الرئيس السادات، مثل كل المشاركين فى اتفاقية كامب ديفيد، وذلك بعد مقتل يوسف السباعى فى قبرص على يد جماعة فلسطينية، لكنه ضج من الحراسة وطلب رفعها، وبعدها لاحظ وجود سيارة تترصده، ولا أعرف ما علاقة صفوت الشريف بتلك الرواية، والتى أثبت أيضاً مساعد وزير الداخلية الأسبق عدم صحتها!.

وبعيداً عن تلك الروايات الخزعبلية، فما يحدث الآن يشير بما لا يدع مجالاً للشك أننا أصبحنا عبيداً لثقافة السوشيال ميديا، وصرنا نلهث وراء "النميمة" والتشهير، ونهوى صناعة الشائعات والفضائح والوشايات باعتبارها مادة مسلية وجذابة، تمنح الحياة مذاقاً حاراً ولذيذاً، وليست انتهاكاً لحياة البشر، وتدميراً لسمعتهم، واغتيالاً معنوياً وجسدياً لهم ولعائلاتهم!!. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة