محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب


كل سبت

بايدن.. وصراع النفوذ

محمد عبدالوهاب

الجمعة، 05 فبراير 2021 - 11:19 م

السؤال الذى سيطر ومازال على الخبراء ومراكز الابحاث السياسية فى العالم بعد تولى بايدن الرئاسة الامريكية فى 20 يناير الماضى هل يستفيد من سياسة سلفه ترامب طوال أربع سنوات ام سيقوم باتباع سياسة أوباما الذى عمل نائباً له ثمانى سنوات أم ستكون سياسته الدولية متباينة و مختلفة، سؤال بدأت تتضح ملامحه مع اول قرارات بايدن فور دخوله البيت الابيض لينسف قرارات ترامب ويعود الى المجتمع الدولى ليحافظ على امريكا كقوة عظمى وحيدة والحفاظ على مكتسباتها فهو دائما ما يردد ان ادارة العالم هى حقا لأمريكا وحدها حتى ان بايدن عندما كان نائب الرئيس اوباما أعلن فى عام 2009 قائلاً إننا لن نعترف بأى دولة تملك مجالاً من مجالات النفوذ وهى تعكس سياسة بايدن الخارجية وخططه المعلنة وغير المعلنة منها نحو العالم خاصة الصين وروسيا.

 

الديمقراطيون من الصقور ومن بينهم بايدن لا يريدون مصير بريطانيا التى سميت فى القرن التاسع عشر بالإمبراطورية التى لاتغيب عنها الشمس لكن فى الحرب العالمية الثانية كانت قوات هتلر احتلت اراضيها وكانت على ابواب لندن بعد اجتياح فرنسا وكانت امريكا كلمة السر فى انقاذ اوروبا من قوات هتلر بحسم الحرب بضرب اليابان بأول وآخر قنبلة نووية وبسط الاتحاد السوفيتى هيمنته على أوروبا الشرقية وبدأ صراع القوتين امريكا وروسيا عقودا حتى انهارت روسيا على يد جورباتشوف فى تسعينيات القرن الماضى.

 

واشنطن تدرك خطط الصين طويلة المدى ليس لمجابهة امريكا عالميا فى صراع النفوذ بل لإزاحتها والقيام بدورها حيث تتحرك الصين باستراتيجية طويلة المدى تنطلق من منطقة شرق آسيا وغيرها من الأماكن الأخرى حول محيطها المباشر إلى حيازة مجال نفوذ تقليدى ولو محدود كمرحلة اولى وتمارس الضغط على تايوان بهدف السيطرة على بحر الصين الجنوبى وإخراج امريكا من تلك المنطقة مثلما قامت واشنطن بإبعاد الأوروبيين من منطقة البحر الكاريبى ولان واشنطن تدرك الامر ولاتريد لقوة اخرى منافستها فى صراع النفوذ تقف ضد اطماع بكين وتدعم تايون.

 

وسيبقى ملف الصين التى تعامل معها ترامب بندية شديدة اهم قضايا بايدن الخارجية فى صراع النفوذ.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة