الخميس، 11 فبراير 2021 - 08:26 م

كتب : عاطف سليمان

من أكثر الأعمال التى تجذب المشاهدين هى الدراما التى تتناول حياة الصعيد، جنوب مصر، فالجمهور يتواصل معها ويتابعها خاصة إذا تناولت شخصيات وموضوعات تتضمن صراعاً يحتد، وأفكاراً وعادات وتقاليد أهل الصعيد ولهجته ورؤى أهله وناسه والتطور الذى حدث فى ذلك الجنوب الذى مازال يحوى قصصاً وحكايات ربما لم تستثمر فنياً حتى الآن خاصة فيما يتعلق بهجرة بعض أبنائه والعمل بمنطقة الخليج.

ولقد كان من أبرز وأشهر من قدم تلك النوعية من هذه الدراما ابن الصعيد المؤلف الراحل محمد صفاء عامر الذى فضل الكتابة عن الاستمرار فى عمله فى سلك القضاء وتابعنا له العديد من الأعمال أتذكر منها ذئاب الجبل والضوء الشارد وأفراح إبليس والفرار من الحب، وغيرها. وقد استطاع حقاً أن يمزج عبر أعماله حرارة الصعيد بالرومانسية الممزوجة بالقوة، والتى غلبت أعماله. وهذه الأيام أتابع مسلسل "بت القبايل" للصديق المخرج حسنى صالح، وكم أبهرتنى كادراته التى جمعت صورة وإضاءة وحركة كاميرا متميزة إضافة لنجاحه فى قيادة نجوم العمل واللكنة الصعيدية ويبدو لأنه صعيدى تميز فى ذلك وحرص على الخروج بالعمل بشكل جعل الجمهور العربى يتابعه فى كل مكان.

 وخاصة أنه يعالج الشائع عن المرأة الصعيدية فى أنها مستعبدة ومهمشة ولا قيمة لها ويستبعد هذا الفكر المغلوط، كما أشار إلى أنها تشارك فى الرأى وقد تقود عائلتها إذا سمحت الظروف... وحين تكون على رأس قبيلة تعامل معاملة الرجال فى هيبتها وطاعة مقترحاتها. وهكذا قدم نموذجاً لها نادراً ما ظهر من قبل.. ولعل هذا ما جعل العمل يحصل على اختيار عرب أمريكا للمسلسل كأفضل مسلسل عربى عن سنة ٢٠٢٠ خاصة أنه تناول أيضاً ظاهرة الثأر بمعالجة فريدة.

شكرًا لنجوم العمل ومؤلفه ومخرجه وياليتنا نبحث عن تقديم أعمال جاذبة ومتميزة مثل بت القبايل.