أسامة شلش
أسامة شلش


وقفة

قرية منتجة نموذجية

أسامة شلش

الثلاثاء، 16 فبراير 2021 - 07:50 م

صحيح أنا قاهري المولد ولكن من جذور ريفية فأنا من قرية خربتا مركز كوم حمادة البحيرة، زياراتى لقريتى رغم قلتها لازلت أذكر بعض تفاصيلها خاصة فى الزمان البعيد عندما كان يصحبني والدى لزيارة أعمامى وعماتى والأهل هناك، صورة القرية الهادئة لازالت عالقة فى ذهنى من تناسق الطبيعة مع نفسها ومع البيوت والشوارع والمداخل ولازلت استدعى صورة صفحة المياه الصافية في الترعة التي كانت تخترقها من شرقها لغربها فما بالكم بالنظافة التي كانت تتمتع بها ومتعة السير بين طرقاتها أو مدقاتها حتى الحقول التى كان مشهدها يشرح الصدر.

كانت البيوت تزخر بالخير ونادراً ما كنت تجد بيتاً أو داراً أو دواراً لا يكفى نفسه من إنتاج الحقول المحيطة بالقرية كنت تشتم روائح الخير من خبز أو طواجن أو شواء وكان خزين البيت أحد المعالم التى يحرص عليها أهل القرية زمان كانت تلك هى صورة كل القرى فى مصر قبل أن يتدهور حالها.

المشروع القومي الذى طرحه الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطوير ٤٥٠٠ قرية ورصد مبلغ كبير بالمليارات لذلك يستحق منا أن نقف كلنا خلفه لدعمه وإنجاحه لتعود القرى على الأقل لحالها الأصلى، أى ساكن أو مقيم فى تلك القرى يتمنى أن تصبح صورة لما يراه فى أكبر المدن وهذا حقهم طبعاً، وجميل أن تقوم الدولة التى بدأت بالفعل فى اتخاذ الإجراءات التنفيذية لبدء التطوير فى المحافظات فى استطلاع مطالب الناس وما يريدونه فى قراهم، من هذا الاستطلاع ستحدد المطالب بدقة وينفذ الضرورى  وفقاً لتلك الآراء الجادة التى يجب أن تنصب على إيجاد دور للقرى بعد تهميش تسبب فيه مع الأسف فساد المحليات، بالأمانة المشروع حلم لكل مصرى وليس لساكنى الريف فقط فالقرى هى سلة مصر للغذاء وكفانا تهميشاً.

أحلم بانتهاء المشروع وأدعو الله أن يعطينا العمر لنرى نتائجه التى ستكون أفضل هدية من الدولة لأهالي مصر وأتمنى ونحن نعيد تأهيل القرى وإعادة الحياة لها أن نجعل منها قوة إنتاجية كما كانت قرانا فى الماضى مركزا لتربية الدواجن والأبقار والجاموس بجانب قدرتنا على توفير الخبز بل كان قبل الغاز والبوتاجاز لديها القدرة على توفير الطاقة نتمناها قرى نظيفة، الترع بها صورة حضارية بعد أن صارت مقبرة للحيوانات النافقة وإلقاء الفضلات، نتمناها بعد التطوير أن تكون قرى جاذبة للسكان لا طاردة لهم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة