طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول سطر

خضراء ونظيفة

طاهر قابيل

الثلاثاء، 16 فبراير 2021 - 08:25 م

رغم مرور ما يقرب من 14 عاما على زيارتى إليها فمازلت أتذكر تجربتها الناجحة للانتقال من العالم الثالث إلى الأول التى قادها "لى كوان يو" رئيس الوزراء فى ذلك الوقت وخاصة لتصبح نظيفة وخضراء.

كان تحسين البنية التحتية فى "سنغافورة" أسهل من تغيير تقاليد وعادات المواطنين الثقافية الراسخة.. فقبل السبعينيات من القرن الماضي كان العديد من "السنغافوريين" قد انتقلوا من أكواخ قذرة تتوسطها حفرة فى الأرض تستخدم كحمام إلى شقق فى مبانٍ مرتفعة مجهزة بنظام حديث للمياه والصرف الصحى.. وتتطلب الأمر بذل الجهود من الحكومة لإقناعهم بالتخلى عن إلقاء مخلفاتهم فى غير الأماكن المخصصة لها والابتعاد عن الخشونة فى التعامل واللجوء إلى اللطف ومراعاة مشاعر الآخرين.. وفى جلسات "الحوار المجتمعى" التى عقدها أعضاء "البرلمان" لحل مشاكل المواطنين كانت المطالب تتلخص فى وظيفة مناسبة ورخصة قيادة بعد أن استغلهم "القراصنة" فى قيادة سيارات عتيقة بدون رخص أو ضمانات.. وكانوا يتوقفون فجأة لإنزال الركاب أو التقاط "زبون" وشكلوا خطرا على أنفسهم وأسرهم والمارة الآمنين..

وكان الباعة "المتجولون" يبيعون طعامهم على الأرصفة وبالشوارع دون اهتمام منهم بأزمات المرور أو الوضع الصحي أو الزحام والتكدس و"الدوشة" وترك أكوام النفايات والمخلفات بعد نهاية يوم عملهم.. ونجحت الدولة بعد سنوات صعبة من تنظيف المدن والقرى والقضاء على الباعة الجائلين وسائقى السيارات القديمة بإيجاد العديد من فرص العمل ومنح الترخيص ونقل الباعة من الشوارع إلى مراكز وأسواق قريبة من أماكن تجمعهم مبنية بشكل مناسب ومجهزة بالمياه والصرف الصحى ووسائل التخلص من القمامة والفضلات بعد أن كان الوضع هناك عشوائيا ومتدهورا.

كلما مررت بجوار ممشى "أهل مصر" على النيل وشاهدت الخضرة والتحضر فى سور مجرى العيون ومكان المدابغ القديمة وبالعاصمة الإدارية الجديدة والعمارات السكنية رائعة الجمال بديلا للمناطق العشوائية ينشرح صدرى.. أما حكاية تحول «سنغافورة» إلى مدينة خضراء فقد بدأت بزراعة الأشجار وتوفير الشتلات والمشاركة فى حركة التنظيف والتشجير المنظم فتم غرس ملايين الأشجار ولم يتم التفرقة بين مناطق الطبقات المتوسطة والعاملة والثرية.. ومحاربة العادات القديمة مثل السير والرعى على الأرض الخضراء ووضع الدرجات الهوائية والنارية قرب الأشجار وتحطيم الشجيرات..

مع تطهير الأنهار والجداول والبحيرات وتربية الأبناء بالمدارس على الحب والحفاظ على اللون الأخضر وجعل كل مكان ممتعا للناظرين والذين يعيشون به فتحولت البلد القابعة فى أقصى الشرق إلى واحات خضراء ونظيفة.

وراء كل مشروع ناجح رئيس مخلص وكفء يبذل قصارى جهده ويركز كل اهتمامه على حل مشاكلها.. وما كانت مصرنا العزيزة لتصبح "قد الدنيا" بدون الزعيم عبد الفتاح السيسى الذى يحدد الأهداف العريضة ويتابع تنفيذها بسواعد المصريين بعد أن تضع الحكومة الحلول العملية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة