الأربعاء، 17 فبراير 2021 - 07:12 م

كتاب «الدين وتدهور السحر» من إصدارات المركز القومى للترجمة، تأليف كيث توماس وترجمة قاسم عبده قاسم، يقع فى ألف صفحة تقريباً، ويرصد الحالة الصحية لشعوب أوروبا فى القرون الوسطى وكيف وقعت بين مطرقة السحر أو الأساليب الشعبية للعلاج من الأمراض وبين الدين أو الكنيسة التى أصرت أن لا شافى سوى المسيح والقديسين وبالتالى طاردت المعالجين بالطب الشعبى ووسمتهم بالسحر وتسببت فى حرق العديد منهم وأغلبهم كان من النساء، ما أدى إلى تدهور متتالٍ فى الحالة الصحية للأوروبيين.
من الحكايات المثيرة للسخرية وربما للحزن طقس «اللمسة الملكية» والتى رسخت لكون لمسة الملك «باعتباره نائبا عن الرب فى الأرض» للمريض بمرض سل الغدد الليمفاوية والذى كان منتشراً آنذاك فى انجلترا، يؤدى إلى شفائه، حيث تم تلفيق العديد من القصص الخاصة بأشخاص تعافوا بلمسة الملك، ولم يجرؤ أحد على الاعتراض أو النفي، فقد كان الحديث عن الطب المدنى أو الشعبى هرطقة وكفرا.
لقد جعلنى هذ الكتاب أشكر الله أننى ولدت فى القرن العشرين وأعيش فى الواحد والعشرين حيث كثير من الأوبئة دخلت التاريخ أو أصبحت مرضاً ينتهى بحبة دواء صغيرة، وأصبح هناك الآن العديد من أنواع العلاجات التى تعطى للإنسان فرصة أرحب للحياة.