الأربعاء، 17 فبراير 2021 - 07:16 م

«زى الكتاب ما بيقول» عبارة كثيرا ما يرددها الرئيس عبدالفتاح السيسي و أعتقد أنها أصبحت تجسد حقيقة التحدى الذى تواجهه مصر.
العبارة تحوى مضمونا هاما كدنا نفتقده فى كل مجالات العمل ببلادنا وهو الجودة والاتقان وتطبييق المعايير وفقا لأحدث المواصفات.
وتعنى عدم القبول بالحلول الوسط أو محاولات التجميل أو الاتكالية أو الاهمال الذى تحول إلى آفة كان من الضرورى التصدى لها.
تجسد العشوائىات أحد أبرز الامراض التى تنخر فى جسد المجتمع دون أن تجد علاجا حاسما يبتر الداء ويقضى على أسبابه بدلا من استخدام المسكنات والتى لم تعد تجدى نفعا.
لقد انتشرت العشوائيات بصورة مفجعة وأصبحت تفرض نفسها على واقع الحياة فى مصر.
ووفقا لاحصائيات الجهاز المركزى للاحصاء تقع المناطق العشوائية من مساحة ١٦١ ألف فدان وتمثل ٤٠ بالمائة من اجمالى الكتلة العمرانية وتنتشر فى ٢٢٦ مدينة وتحتل الاسكندرية المركز الاول من حيث انتشار العشوائىات على مساحة ٢٠٫١ ألف فدان تليها القاهرة على مساحة ١٩٫٤ ألف فدان.
وأشارت إلى وجود ٣٥١  منطقة غير آمنة و ٢٥١ منطقة فى المرتبة الثانية للخطورة.
لقد انحصر علاج مشكلة العشوائيات على مجرد إدخال بعض الخدمات وعمليات الأنارة والرصف والتى كانت تتم بصورة عشوائية وسط كثافة سكانية أعاقت أى تطوير حقيقى. هناك مناطق عشوائىة اختفى الطابق الأول فيها تماما وتم ردمه نتيجة ارتفاع الشوارع وهناك أبنية تزيد ارتفاعاتها على ١٥ طابقا ولا يفصلها سوى متر واحد عن المبنى المقام أمامها وكثيرا ما  يتبادل السكان الزيارة للجيران من نوافذ مساكنهم أو شرفاتها. وسجلت معدلات الجريمة ارتفاعا غير مسبوق بالإضافة لأسواق عشوائية ومصانع بير السلم وغيرها من الآفات التى كان يجب  التصدى لها بأسلوب «إنسف حمامك القديم» لأن الأصلاح والترميم أكثر تلفة وأقصر عمرا.
«زى الكتاب ما بيقول» شعار يجسد صورة مصر الحديثة وبناء دولة جديدة تليق باسم مصر وحضارة شعبها.
ومشروع تطوير ٤٥٠٠ قرية خطوة وقفزة مهمة لبتر داء العشوائىة والفوضى والتسيب.