المتحف المصري
المتحف المصري


اللواء مهندس عاطف مفتاح المشرف العام على المشروع:

المتحف الكبير يضع مصر بين أكبر 20 دولــــــة سياحية بالعالم

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 18 فبراير 2021 - 11:36 ص

كتب:أحمد دياب            تصوير: محمد يوسف العنانى

يحظى المشروع القومى العملاق "المتحف المصرى الكبير"، باهتمام بالغ من الرئيس عبدالفتاح السيسي، باعتباره هدية مصر للعالم والإنسانية، كأكبر المتاحف العالمية لحضارة واحدة، ويُعد بمثابة مُجمع ثقافى مُتكامل، يتضمن مقتنيات الملك توت عنخ آمون، التى يتم عرضها كاملة أمام الزائرين، كما سيكون قبلة للباحثين والعلماء من كل أنحاء العالم. فى الحوار التالي، يتحدث اللواء المهندس عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير، عن مراحل إنجاز المشروع، ونسب التنفيذ، والعائد المتوقع من ورائه، وغيرها من التفاصيل.

* متى تم التفكير فى إنشاء المتحف الكبير؟

ـ عام 1998، وتم البدء فى المرحلة الأولى والثانية من 2002 لـ2010، وكانت عبارة عن تسوية وتمهيد للأرض وإنشاء مركز للترميم بتكلفة 560 مليون جنيه من الموازنة العامة للدولة، وتم افتتاحه، ويعد أكبر مركز فى العالم على مساحة 22 ألف متر، ويضُم معامل متخصصة، ومخازن لتشوين واستلام القطع، ومخازن للتأمين.

* متى بدأ العمل فعليًا فى إنشاء المتحف؟

ـ فى يناير 2010، حيث تم اختيار المكتب الاستشارى المنفذ، وبعد 6 شهور تم الاستقرار على تحالف "بلجيكى − مصري" لإنشاء المتحف، وبدأت المرحلة الثالثة فى 2010، وكانت مدة التنفيذ 4 سنوات، لكن حتى فبراير 2015 كانت مدة التنفيذ لا تتجاوز من 15 لـ17%، وتعثر المشروع.

* هل تدخل الرئيس السيسى لمعرفة أسباب التعثر؟

ـ بالفعل، تدخل الرئيس السيسي، وطلب من المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء وقتها، معرفة أسباب تعثر المشروع، وقُدم للرئيس ملف المتحف فى فبراير 2015، وكانت المفاجأة أن تكلفة إنشائه ستتضاعف، وأعلن وزير الآثار، وقتها، أن المشروع سيحتاج 1.6 مليار دولار لتنفيذه.

وكلف الرئيس السيسي، المهندس محلب، بتشكيل لجنة من وزارة الإسكان لمعرفة أسباب زيادة التكلفة، ولم تكن نتائج عمل اللجنة مُرضية للرئيس السيسي، فتم تدعيم اللجنة بعناصر من القوات المسلحة، وفى يونيو 2015 اشترك المكتب الاستشارى للكلية الفنية العسكرية، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فى اللجنة مع وزارة الإسكان، وعرضت النتائج فى شهر أغسطس 2015 على الرئيس، ورفض نتائج عملها للمرة الثانية.

وكلفت من القيادة السياسية ورئيس الهيئة الهندسية، فى أكتوبر 2015، بدراسة أسباب تعثر المشروع، وإيجاد حلول للترشيد الأمثل دون المساس بالمشروع، وتم الاستعانة بخبراء من مختلف الجامعات المصرية، ودرسنا الملف خلال 15 يومًا، وتم عمل 34 جلسة استماع ومعاينة على الطبيعة، وتوصلنا إلى إننا نستطيع إنهاء المشروع بـ950 مليون دولار، وترشيد 650 مليون دولار بنسبة تتعدى الـ40%.

وعرضنا النتائج فى 24 ديسمبر 2015، على المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات الاستراتيجية، الذى عرضها على الرئيس السيسى فى يناير 2016، وبعدها فى فبراير، طُلبت لعرض النتائج على الرئيس بحضور رئيس الهيئة الهندسية، ومنذ هذا اللقاء تم تكليفى بالإشراف على تنفيذ المشروع.

* إلى أين وصلت نسب الإنجاز بالمشروع؟

ـ عندما توليت الإشراف فى فبراير 2016، كان حجم الإنجاز لا يتعدى 3% كل عام، ونظرًا لمتابعة الرئيس المستمرة، ورئيس الهيئة الهندسية، وصلنا خلال فترة وجيزة لـ98% من إنشاء المتحف، وتم دخول القطع الأثرية للمتحف.

* كم يصل عدد القطع التى تم نقلها وترميمها؟

ـ وصل عدد القطع التى تم نقلها لـ60 ألف قطعة، وما تم ترميمه يتجاوز الـ95% مما تم نقله، والقطع المؤهلة للدخول تتجاوز الـ50 ألف قطعة، وتُعد قاعة الملك توت عنخ آمون الأكبر بالعالم، وبها 5300 قطعة بمساحة 7000 متر مربع. 

* كم تبلغ مساحة المتحف؟

ـ المتحف مساحته 117 فدانا، منها 175 ألف متر مسطح مباني، ويعد الأكبر عالميًا، وقاعات العرض المتحفى مساحتها تتجاوز 35 ألف متر، بعيدًا عن مناطق الخدمات والمطاعم والمتنزهات ومعامل التدريب، كما يوجد 12 معملًا للحرف اليدوية، و6 فصول تعليمية لتنمية مواهب الأطفال من الابتكار.

* ماذا عن أنظمة تأمين المتحف؟

ـ أنظمة التأمين بأعلى مستوى تقنى وتكنولوجي، وتُديرها مؤسسة أمنية كبيرة، أشرفت على التنفيذ والتصميم، فمجرد لمس القطع الأثرية يظهر سريعًا التنبيه على شاشات المراقبة.

* هل تعرضت المسلة المُعلقة للملك رمسيس الثانى للكسر كما تردد؟

ـ جاءت 3 مسلات فى 2018 من صان الحجر، اثنتان منها بالعاصمة الإدارية فى مدينة الثقافة والفنون، والثالثة تم وضعها خارج المتحف، أمام المدخل الرئيسى فى ميدان مساحته 30 ألف متر مربع، وسيكون أول ميدان لمسلة مصرية، وهذه المسلة كانت مقامة فى صان الحجر على تربة ملحة وهشة، ووقعت عقب زلزال من 300 سنة وظلت مدفونة بالتربة، وحدث تآكل بقشورها الخارجية، وعندما تم تحريكها حدث تصدع وتساقط لأجزاء من القشور، وعندما عايناها وجدنا كعبها عليه خرطوش باسم الملك، ومدون على أضلاعها الأربعة بارتفاع 12 متراً، لكل ضلع، إنجازات الملك فى الاتجاه لأسفل، وُيذيل الضلع خرطوش باسمه، فجاءت الفكرة.. "كيف نجعل الزائر يرتقى لأسفل المسلة ليرى خرطوش الملك؟"، كانت فكرة مُعقدة وتم العمل عليها وإنجازها، والآن المسلة مُقامة بنسبة 100%، وتم الاستعانة بمكتب استشارى إنشائى ليقوم بتصميم الهيكل الإنشائى للميدان لضمان تثبيتها بشكل آمن للغاية، كما تم تصميم نفق حول القواعد للصيانة والطمأنة على جسم المسلة التى يبلغ ارتفاعها 18 مترًا، ولنؤكد للعالم كله أن المصريين قادرون على الابتكار والإبداع والأفكار غير التقليدية، وبالفعل عادت المسلة بصورة رائعة لما كانت عليه، والآن نضع اللمسات النهائية لافتتاحها، بعد إزالة السقالات، ولأول مرة سيرتقى الزائر على السطح الزجاجى ليرى قاعدة المسلة الأصلية، ويرى إنجازات الملك رمسيس المدونة عليها.

* ماذا عن التماثيل الضخمة التى تم وضعها على الدرج العظيم؟

ـ الدرج العظيم به عشرات القطع كبيرة الحجم، والتى يتجاوز وزنها مئات الأطنان، والعلماء اليابانيون المساهمون فى مركز الترميم، قالوا إن هناك مشكلة فى الدرج العظيم، وانتهى الأمر بعدم قدرتهم على وضع القطع بالدرج، وأكدوا أننا نحتاج "ونش هندسى تلسكوبي" ينقل القطع من مكانها بمنطقة التشوين إلى الدرج العظيم، وهذا الونش المطلوب يُكلفنا 4 ملايين يورو تقريبًا، ويحتاج عامين لتصنيعه، لكننا توصلنا عبر دراسة لإمكانية استخدام زلاجة حديدية طولها 350 متراً، وموتور، لتوضع عليها القطعة، ويتم جرها بحبال حتى موقعها بالدرج، وذلك بتكلفة لا تتجاوز 3 ملايين جنيه، بمعاونة شركة المقاولون العرب، وقد نجحت الدراسة والتجربة بالفعل، وخلال شهر ستكون كل القطع فى موقعها النهائي.

* كيف راعيتم احتياجات الزوار من ذوى القدرات الخاصة؟

ـ  تم تصميم المتحف على أحدث النظم بما يسمح بزيارة جميع الفئات من كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، فهناك السلالم الكهربائية والمصاعد ليستطيعوا التجول فى المتحف، والذهاب لأبعد نقطة، وهى قناع الملك توت عنخ آمون، ولدينا دورات مياه مخصصة لذوى القدرات الخاصة. 

* ما المُخطط الذى سيتم تنفيذه لأرض نادى الرماية؟

ـ سيتم إنشاء 3 فنادق بأسماء "خوفو وخفرع ومنقرع"، وكل منها بإطلالة خاصة على الهرم الذى يحمل اسمه، إضافة لمنطقة تجارية ضخمة بمساحة 130 ألف متر، ومول تجارى للحرف اليدوية، بعد نقل أصحابها، لتحقيق سيولة مرورية بشوارع فيصل والهرم ونزلة السمان، أما ساحة الصوت والضوء الجديدة فتقام على مساحة 11 فداناً، وبها مسرح يسع لأكثرمن 10 آلاف مشاهد، لرؤية الأهرامات فى مشهد رائع وفريد من نوعه، إضافة لاستغلال هذه المنطقة فى كل الأنشطة الثقافية.

* كم عدد مداخل المتحف؟

ـ لدينا 7 مداخل، الأول خاص بالبهو العظيم، والثانى للزائرين والسائحين وكبار الزوار، والثالث للمنطقة التجارية، والرابع للإدارة، والخامس لدخول القطع الأثرية، والسادس والسابع للطوارئ. 

* ماذا عن الشركات التى ستدير المشروع؟

ـ إجمالى القرض اليابانى 754 مليون دولار، وبروتوكول التعاون المتفق عليه، يتطلب استقدام تحالف مع الإدارة المصرية، فتم تشكيل لجنة للنظر فى العروض المقدمة، لاختيار الأفضل فنيًا وماليًا، واختير تحالفان "بلجيكى − مصرى"، و "أمريكى − مصرى"، وتم استكمال البروتوكول بتقديم الشركات لكراسة الشروط، والمظاريف الفنية والمالية من خلال لجنة من المختصين "المقاول والمالك والشركات"، وعند الفض يتم التفاوض مع الأول وفقًا لشروطنا، وإذا لم يقبل نتفاوض مع الثانى ثم الثالث حتى تتم الموافقة، ويوجد أكثر من 60 شركة محلية ودولية قدمت مظاريفها، فالمشروع يحظى باهتمام عالمي.

* كيف ترى أهمية المتحف فى تغيير واجهة مصر السياحية؟

ـ هذا المتحف سيضع مصر ضمن أكبر 20 دولة سياحية فى العالم، وقد حقق المشروع ربحًا للدولة وصل لـ800 ألف دولار، وهو تحت الإنشاء من عائد الزيارات ومركز الترميم.

* ما آخر تطورات الممشى السياحى العلوى من المتحف إلى الهرم؟

ـ إجمالى المسطحات بالممشى تصل لـ185 متراً، ويستطيع الزائر قضاء يوم كامل مع أسرته فى المتحف، والممشى يضاهى الشانزليزيه بباريس، ورامبلاس ببرشلونة.

* كيف واجهتهم محاولات الإحباط بأننا لا نستطيع إتمام المشروع؟

ـ إصرار القيادة السياسية على إتمام المشروع وخروجه للنور، جعله محط أنظار العالم، وقبل تكليف الهيئة الهندسية 2016، كان المجتمع الدولى بكل مؤسساته يرى أن مصر غير قادرة على تنفيذه، لكن الآن وخلال زيارات الرئيس السيسى الخارجية أصبح كل ملوك وأمراء ورؤساء دول العالم يطلبون دعوتهم لحضور افتتاح المتحف، باعتباره شريانا ثقافيا يعبر عن الحضارة المصرية.

* كيف تعاملتم مع "كورونا" خلال العمل بالمشروع؟

ـ منذ بداية أزمة كورونا فى مارس 2019 لم نتوقف عن العمل، وأصدرنا كتابًا تم من خلاله التعامل باتخاذ الإجراءات الاحترازية لحماية أكثر من 7000 مهندس وعامل، من خلال تنظيم أوقات العمل، وتحقيق التباعد، مع وجود 3 مراكز للتعقيم الذاتي، وخلال 60 يومًا حصلنا على 3 شهادات "آيزو" فى نظامى البيئة والجودة.

* ما الكلمة التى توجهها للعاملين على تنفيذ هذا المشروع العظيم؟

ـ أقول لهم: "أنتم تسطرون للعالم ملحمة عن تاريخ مصر العظيم الذى حفره أجدادكم".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة