إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى


أما قبل

الفكرة الجبارة!

إبراهيم المنيسي

الخميس، 18 فبراير 2021 - 08:26 م

فى نظم الاحتراف الكروية الجادة لا توجد قواعد ثابتة لقيد اللاعبين بل وهناك من الدول الكبرى، ومنها إنجلترا مهد كرة القدم وصاحبة التجربة الاحترافية الأقوى عالميًا، من لا يحدد قيد عدد معين بقائمة كل ناد بالدورى الممتاز.. القيد مفتوح ومن حق كل ناد أن يضم ما شاء من لاعبين يمتلك عقودهم ويستطيع الوفاء بالتزاماته تجاههم.. وفى النهاية الكل يخضع لقواعد اللعب المالى النظيف واشتراطات النزاهة والشفافية..

وإذا كان من الصعب وغير المناسب لنظامنا الكروى العمل بنظام القيد المفتوح بالقوائم فى الدورى المصرى، فإننا ونحن نطمح لمزيد من التفعيل لآليات التجربة الاحترافية لدينا والتى تحتاج للاستقرار والجدية بعد أن تخطى عمرها الثلاثين عامًا منذ فرضها الراحل الكابتن محمود الجوهرى بعد التأهل لكأس العالم ١٩٩٠، ومرت بفترات وتشريعات ولوائح كثيرة، ولكن ألم يئن الأوان لاستقرارها وتفعيل آليات النهوض بها خصوصاً فى ظل جذب الكرة المصرية لاستثمارات كبيرة وإفرازها المتقطع لمواهب تثبت كفاءتها عالمياً ولفرق تحقق بطولات قارية وخارجية ذات قيمة؟

بالنظر لبعض تفصيلات التجربة الاحترافية الحالية تبرز عملية إعارة اللاعبين كأحد أهم النقاط المضيئة والتى تم تجريبها بنجاح منقطع النظير لكل الأطراف وهو ما يشجعنا لضرورة الاهتمام بها وتفعيلها وفيها الحل السحرى لكثير من المشاكل والحفاظ على العديد من المواهب.. وخذ لك أكثر من مثال:

الزمالك الذى عقد صفقة كبيرة قبل أيام مع نادى جالاطه سراى التركى وأعار له مهاجمه الواعد مصطفى محمد الذى سرعان ما خطف قلوب الأتراك واهتمت به شركات التسويق العالمية. ولو أنه استمر على هذه الحالة من الجدية والتركيز لضمن للزمالك ملايين الدولارات ولتحول لأغلى صفقة يبرمها ناديه فى تاريخه ويمكن أن يتحول مصطفى لمهاجم عالمى بارز..

وهنا، لك أن تتخيل أنه لولا نظام الإعارة الذى سمح للزمالك قبل ثلاث سنوات لإعارة ناشئه الصغير مصطفى محمد لأندية صغيرة منها طنطا وطلائع الجيش نظرًا لزحمة المهاجمين بالفريق الأبيض وحاجة مسئوليه للتأكد من كفاءة هذا الناشئ، لما كان بمقدور الزمالك الاحتفاظ بلاعبه الذى تحول لدجاجة تبيض ذهباً ولتنقل اللاعب وقتها بدون دوافع ولا متابعة ولا اهتمام لأى من الفرق الصغيرة غير طامح فى شىء، لكن نظام الاعارة وكما أنه اعطى النادى الأصلى فرصة تقييم لاعبه واحتفظ بحقه القانونى فيه سمح للاعب ايضا لأن يعبر عن قدراته ويلعب لفرق بدون ضغوط وليستفيد بخبرات كافية وساعات لعب تصقل موهبته وتجدد دوافعه كما استفاد النادى الذى استعار هذا اللاعب بأن كون فريقا بلاعبين معارين له بدون أن يدفع لشرائهم اموالا كبيرة لا يقدر عليها.. الكل استفاد وبدرجات عالية..

نظام الإعارة الذى احتفظ للزمالك بمهاجم قد يصبح أهم لاعب فى تاريخه لو حافظ على مستواه وتركيزه وجديته واحترافيته، حفظ للفريق الابيض ايضا لاعبه الايفوارى رزاق سيسيه المعار للاتحاد وليحق للزمالك استعادته وقتما يشاء مادام عقده معه ساريا..

نظام الاعارة الذى افاد الزمالك كثيرا حفظ للنادى الأهلى ايضا لاعبين موهوبين نجحوا فى اثبات الكفاءة وعادوا للأهلى كلاعبين كبار مثل المهاجم الهداف محمد شريف وصانع الألعاب ناصر ماهر ولا تزال هناك عناصر مميزة معارة من الأهلى لأندية اخرى تفيدهم وتستفيد منهم مثل احمد ريان وعمار حمدى وشادى رضوان وغيرهم من لاعبين تصل قيمتهم لعشرات الملايين. لولا نظام الإعارة لضلوا الطريق وفقدوا الدوافع وخسرت ناديهم الكثير سواء فيما انفقه عليهم طيلة مشوارهم او ما سيحتاج لدفعه عند رغبته فى شرائهم من جديد.

الإعارة فكرة جبارة فى مزاياها لكل الأطراف خاصة للأندية الصغيرة والصاعدة التى لا تقوى على دفع ملايين كثيرة لبناء فريق يستطيع الصمود والاستمرار، والامر يحتاج من اتحاد الكرة، وعلى رأس لجنته حالياً خبير كفء فى مجال شئون اللاعبين والتشريعات الرياضية وهو أحمد مجاهد، فتح عدد اللاعبين المعارين بين الاندية بحيث لا يتقيد بعدد وليحفظ حقوق كل الاطراف ولو بعقد اعارة موحد فيه من البنود الحاكمة ما يحفظ الحقوق الكاملة لكل طرف وبما يفتح الباب لسهولة تدوير المواهب بين الاندية وتفعيل اليات الحركة وحفظ فرص الترقى والخبرة والحقوق..

كل نظام احترافى تحكمه طبيعة وظروف ومناخ البيئة الرياضية الحاضنة.. وعلينا تفعيل ما يناسبنا.. بدون قيود ولا نفسنة!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة