ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

حياة أوموت

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 19 فبراير 2021 - 08:46 م

غالبية من يتحدثون عن مشكلة الزيادة السكانية يربطونها بالتنمية، رغم أنها في حقيقة الأمر مسألة حياة أوموت حيث ان ارتفاع عدد السكان هو أكبر تهديد لموارد الأرض المحدودة والآخذة في التناقص بشكل حاد. فالاحصاءات تقول اننا نزيد مليار نسمة كل حوالى 12 إلى 13 عاما، وأننا سنزيد بحوالى نصف عددنا الحالى "7.8 مليار نسمة" لنصل إلى 11 مليار نسمة بنهاية هذا القرن. هذا النمو للأسف لا يقابله زيادة مماثلة فى الموارد، وبخاصة المورد الأهم والذى لايوجد بديل لمعظم استخداماته وهو المياه التى تستخدم للشرب والزراعة وسقى الماشية والعديد من الاستخدامات الاخرى.

فرغم ان 75٪ من كوكب الأرض مغطى بالمياه لكن 97.5٪ منها محيطات و2.5٪ فقط مياه عذبة. بل ان 70٪ من هذه المياه العذبة أنهار جليدية وأغطية من الثلج و30٪ فقط أنهار وبحيرات وبرك ومياه جوفية صالحة للشرب، ومعظمها إما صعب الوصول له أوملوث، ما يترك أقل من 1٪ من جميع المياه على الأرض، سهل الوصول لها وصالحة للاستخدام البشرى المباشر.

وفقاً للتوقعات العالمية فإنه بحلول 2025، سيواجه أكثر من نصف سكان العالم انخفاضاً فى موارده المائية فى الوقت الذى سيشكل فيه الطلب البشرى على المياه 70٪ من إجمالى المياه العذبة المتاحة. والتقديرات تقول اننا نستهلك المياه العذبة أسرع بعشر مرات على الأقل فى الولايات المتحدة والصين والهند وباكستان ومناطق شمال إفريقيا والشرق الأوسط. معنى هذا انه مع النمو السكانى المستمر سيجد كوكب الأرض نفسه فى خضم ما تسميه الأمم المتحدة "أزمة مياه عالمية". ولوأخذنا الحرب التى نشهدها حالياً على لقاحات فيروس كورونا نموذجاً مصغراً على كيفية تعامل العالم مع أزمة تتضارب فيها مصالح الدول، نجد اننا بصدد الدخول فى حروب شرسة على المياه ستذهب ضحيتها كالعادة الأطراف الأفقر والأضعف والأقل قدرة على حماية مصالحها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة