رشا الشايب
رشا الشايب


مصر المستقبل

فضيلة الشكر

الأخبار

الأحد، 21 فبراير 2021 - 07:13 م

بقلم/ رشا‭ ‬الشايب

شكرُ الناس، فضيلةٌ غائبةُ عن كثير منَّا، وهى من الفضائل الحميدة التى دعت إليها الأديان السماوية لنشر المحبة بين أفراد المجتمع الواحد عن طريق نشر الطيب من القول، فالكلمة الطيبة مفعولها كالسحر يدخل على القلوب فيُبدل حزنها فرحًا وضيقها فرجًا، وغضبها سكونًا واطمئنانًا، والأكثر من ذلك فهى اعترافٌ ضمنيٌ مِنّا بالعرفان والتقدير لمن بذلوا جهدًا ولو يسيرًا من أجل مساعدتنا أو الوقوف بجوارنا، فهى شرف إعطاء كل ذى حقٍ حقه.
وشكر الناس فضيلةٌ لا تصدر إلا من أصحاب النفوس الرفيعة، أما النفوس المريضة بأمراضٍ قلبية كـ(الغرور، الصَلَف، العَجرفة)، فلا تلفظ شكرًا أو تُبدى امتنانًا لأحد، لا لصعوبة الكلمات لفظاً أو نطقاً ولكن لثقلها على قلوبهم قبل ألسنتهم، فالكِبر أخضع قلوبهم وأشبعها قسوةً وجَهَامَة، فكيف لقلبٍ قاسٍ أن تصدر عنه كلمة طيبة أو أن يرد الحقوق لأصحابها؟ فبالرغم من توافر مبررات الشكر (فصانعو المعروف ليسوا بقلة) ومن سهولة أداءه أو القيام بموجباته إلا أنه ليس بمقدور الجميع أن يؤديه أو أن ينطق حروفه وذاك تبعًا لطبيعة النفوس وتنوع آثارها.
ويقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه: «من لم يشكر الناس لم يشكر الله»، فيقال فى مغزى الحديث إن الله لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس لاتصال أحد الأمرين بالآخر.
ويقول مُلهمى ابن عطاء الله السكندرى: «إن كانت عينُ القلب تنظر إلى أنَّ اللهَ واحدٌ فى مِنَّتِه، فالشريعة تقتضى أنه لابد من شكر خليقته».
فشكرا لمن صنعوا لنا يومًا معروفًا، أو وقفوا بجوارنا وقت شدتنا، ومن أشبعونا علمًا حتى ارتوينا، ومن أغدقوا على قلوبنا بكل معانى الحب، من أحبونا بإخلاص دون شرط أو منفعة، من رأينا فيهم الخُلق الحسن والقلوب السليمة، من هونوا علينا وعورة الطريق وأناروا دربنا وأبدلوا تشاؤمنا أملًا وحياة، من خففوا أوجاعنا، من أنصفونا حينما كُتب علينا الظلم، من ردوا غيبتنا وباركوا فضلنا وردوا السوء عنا، من اعترفوا بحقوقنا وأوردوها إيّانا.
فشكرا لكل صاحب فضل لم ينتظر شكرًا من أحد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة