تحية كاريوكا و شكرى سرحان فى فيلم « شباب امرأة»
تحية كاريوكا و شكرى سرحان فى فيلم « شباب امرأة»


فى ذكرى ميلادها

تحية كاريوكا.. كيف أصبحت «شفاعات» النموذج الخالد لأدوار «بنت البلد»

الأخبار

الأحد، 21 فبراير 2021 - 08:02 م

تبقى الفنانة تحية كاريوكا التى نحتفل اليوم بذكرى ميلادها الـ 106، واحدة من النجمات القلائل التى تقمصت باقتدار شخصيات متعددة، كانت مثار اعجاب المخرجين الذين تعاملوا معها، وأبرزوا أفضل ما فيها من موهبة وفى مقدمتها شخصية المرأة الشبقة ذات الشخصية القوية التى يرتبك أمامها الرجال، فهى تأمر فتطاع، ثم تحيك الدسائس لتعيد حبيب القلب إلى عشها.

 

في عام 1956، قدمت مع المخرج صلاح أبو سيف، فيلما يعد الأهم في مسيرتها، حيث كان الجمهور على موعد مع وجه جديد من وجوه تحية، المعلمة شفاعات فى "شباب امرأة"، تلك الشخصية مخيفة للغاية لعدة أسباب، فى مقدمتها مغامرة تحية كاريوكا لتقبل أن تقدم دور امرأة كبيرة فى السن عن البطل الذى امامها، فهى جرأة تحسد عليها،كما ان الشخصية شريرة وربما لا يتعاطف الجمهور مع سيدة تغوى شابا قرويا ساذجا أصغر منها سنا وهو الطالب امام وتوقعه في حبالها، وتمنعه عن مستقبله وحبه وأهله إذا لزم الأمر، المتلقى المصرى لن يقبل ان يرى تلك الشخصية حتى حينما يرى نهايتها البشعة، ولكن تحية وافقت.

 

الأصعب أيضا أنها تقف امام صلاح أبو سيف مخرجا، وتقدم شخصية مركبة، كل مبررات أفعالها داخلية لا يظهر منها أى شيء على السطح، كل أزمات البطلة بالتمسك بفكرة أنها مازالت مرغوبة وأيضا السيطرة الشديدة التى تظهر فى أفعال على الشاشة، كل هذا كان يتطلب من تحية ان تكون ممثلة ذات باع طويل فى أدوار معقدة ومركبة حتى تؤدى الشخصية ولكنها ببساطة قدمتها كأفضل ما يكون، ولعل أبلغ إشادة بهذا ما قيل حول ترشيحها لجائزة في مهرجان كان، ولكن انسحاب الوفد المصرى من المهرجان بسبب الوفد الإسرائيلي، حال دون ذلك.

 

بلا شك صار دور "شفاعات" مرادفاً لتحية كاريوكا، ويبدو وكأنه ينادي عليها، فلقد ذابت تماماً الحدود الفاصلة بين الدور والشخصية التى تؤديها..هو ذروة أدوار بنت البلد ونموذجها الخالد ليس فقط فى تاريخ "تحية كاريوكا" بل فى تاريخ السينما العربية.. إن هذه الشخصية التى أدتها "تحية كاريوكا" برغباتها المحمومة كان من الممكن أن تسقط فى الفجاجة والنمطية ولكن "تحية" تقدم هذا الدور بأستاذية وبعدها نكتشف أن أكثر من فنانة تحاول أداء هذه الشخصية ولكنهن لم ينجحن وهن يحاولن تقليد تحية لقد صار دور "شفاعات" ترمومتر أداء دور بنت البلد!!

 

صلاح أبو سيف يختارها لأداء دور البطولة فى رائعته "الفتوة" عام 1957، مستثمرا نجاحها فى شفاعات شباب امرأة، وللمرة الثانية يربح أبو سيف رهانه على تحية كاريوكا، فى دور حسنية التى تساعد هريدى فى سوق الخضار، فوجودها وقدرتها على التمسك بالشخصية والتماسك اما العملاقين فريد شوقى وزكى رستم كان دافعا مهما.

 

مرة أخرى المعلمة، ولكن هذه المرة معلمة عجوز متصابية وقوية الشخصية بخيلة وأنها تحب جمع المال ولها من مساحة الفيلم مشهد واحد، وهو فيلم " السقا مات " عام 1977، فى شخصية زمزم من نظرات وطريقة أداء ووقفة ونبرات صوتية، ابرزت تحية كل ما يريد أبو سيف ان يعرفه عن "زمزم"، تلك القدرة لا تتواجد إلا فى الممثلات صاحبات الموهبة والخبرة العالية.

 

شخصية زينب أيضاً زوجة حسين مرزوق الموظف البسيط فى فيلم الكوميديا الاجتماعية أم العروسة 1963 مع المخرج عاطف سالم عن قصة الكاتب عبدالحى أديب وسيناريو وحوار عبدالحميد جودة السحار، كانت أكثر نضوجا ووضوح، ليست مجرد برواز لصورة فتياتها اللواتى يشرفن على الزواج، لكنها الأم بكل تفاصيلها، أم حقيقية للغاية.

 

تقدم مستوى رفيعا شديد الحساسية والاحترام مبذول بجهد فنى وحرفى متقن لمرحلة جديدة من النضج والوعى ودرجة عالية من الإبهار والبراعة من خلال واقعة حقيقية حيث الموظف البسيط حسين رب أسرة مصرية كبيرة من حيث عدد أفرادها، يعانى من مشاكل تدبير تكاليف زيجة ابنته الكبرى سميرة احمد)احلام(، فيقرر اختلاس مبلغ من عهدته المالية فى الشركة التى يعمل بها...فنرى زينب كيف عكست توترات بيتها وكيف تعاملت مع أزمة الزوج بحس عال .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة