زينب عفيفى
زينب عفيفى


بينى وبينك

على خطى هيمنجواى

أخبار اليوم

الجمعة، 05 مارس 2021 - 05:55 م

بقلم/ زينب عفيفى

أن تفضل كاتبا، يعنى أن تقتفى أثره، فى كتاباته، وآرائه، وأفكاره، وأن امكنك تتبع خطواته ، وأن كنت محظوظا تزور البيت الذى كان يعيش ويكتب فيه أروع أعماله، كنت أعتقد أننى فعلت ذلك مع بعض من الكتاب المفضلين لدي، الذين تحتفى بهم دولهم بتحويل بيوتهم إلى مزارات سياحية، كنت أعتقد أننى أعرف كل شيء عن كاتبى المفضل أرنست هيمنجواى، الذى قرأت معظم أعماله بداية من "الشمس تشرق أيضا" إلى روايته الأشهر "العجوز والبحر" التى نال عليها جائزة نوبل، وكل ما تناولته الكتب والصحف عن حياته العاطفية وزيجاته الأربعة، ومغامراته فى باريس وروايته البديعة "وليمة متنقلة" ورحلاته إلى أفريقيا ومصارعته للثيران ونجاته من حادث طائرة مرتين إلى أن وقع بين يدى كتاب صدر حديثا للكاتبة والمترجمة هايدى عبد اللطيف، فأخذتنى فيه إلى عوالم جديدة فى حياة كاتبى المفضل على متن كتابها "على خطى هيمنجواى فى كوبا" وأقل ما يمكن وصفه أنه تجربة كتابية بديعة فى أدب الرحلات، أدخلتنى معها عالمه بسحريه أسلوب آخاذ، وفى كوبا تجد الدهشة والجاذبية التى رآها هيمنجواى وروته لنا الكاتبة كأنك تسير بجوارها فى شوارع ومقاهى وحانات تلك البلدة التى منحت هيمنجواى عزلة الكتابة كما ذكر فى كلمته عند تلقيه جائزة نوبل "الكتابة فى أفضل حالاتها هى حياة فى العزلة"، قدمت الكاتبة ببراعة وصفا تاريخيا وبصريا لحياة كاتبى المفضل، حتى تشعرك بأنك رأيت وعشت ولمست كل ما كان يفعله هيمنجواى فى كوبا، هذا التتبع البالغ الدقة كشف لنا جوانب خافية فى حياة كاتب اجمع العالم على حبه.

وكشفت لنا الكاتبة تفاصيل حياته والأماكن التى ارتادها فى العشرين عاما التى قضاها فى كوبا، لم تترك أثرا إلا وتحدثت عنه تاريخيا وفنيا وثقافيا، وكأنها مرصوده بوجوده، الموانئ والحانات والشوارع والفنادق، الحياة فى كوبا جزء من حياة وتاريخ ارنست هيمنجواى ذاته على حد وصفه "أعيش فى كوبا؛ لأننى أحبها. هنا أجد الخصوصية التى تجعلنى أكتب" حقا لقد أحب كوبا فخلدته، وامتعتنا الكاتبة برحلة نابضة لحياة كاتب رحل من ستين عاما.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة