دراسة ترصد العيوب الخلقية والتشوهات في مصر القديمة 
دراسة ترصد العيوب الخلقية والتشوهات في مصر القديمة 


دراسة ترصد العيوب الخلقية والتشوهات التي عانت منها شعوب العالم القديم 

شيرين الكردي

الجمعة، 12 مارس 2021 - 02:04 ص

رصدت الدكتورة هدير عبيد الخبيرة في الأثار المصرية القديمة ، في دراسة أثرية لها، الكثير من العيوب الخلقية والتشوهات على المومياوات والهياكل العظمية التي وضحت العديد من الأمراض والعيوب التي عانت منها شعوب العالم القديم.
 وتشير الدكتورة هدير عبيد إلى توثيق الأقزمة الناتجة عن الودانة حيث تتسم الأطراف بالقصر الشديد ، وذلك عن طريق العديد من الهياكل العظمية منذ عصر ما قبل الأسرات حتى الأسرة الحادية والعشرين .

اقرأ أيضا|الصحة: تسجيل 639 حالة جديدة بفيروس كورونا.. و41 وفاة

كان للأقزام وضعهم في المجتمع المصري ، على سبيل المثال القذم سنب ( الأسراتان الرابعة والخامسة ) الذي خلف مجموعة من أشهر التماثيل له ولأسرتة والتي تم العثور عليها في مصطبة بالجيزة وهي محفوظة حاليًا بالمتحف المصري بالقاهرة حيث كان سنب موظفًا كبيرًا في البلاط الملكي. . 

وتضيف الدكتورة هدير عبيد بأن هناك أيضا تمثال القزم " خنوم حتب " و تمثال أخر لأحد الأقزام يحمل جرابًا،ويوجد حاليا بشيكاغو ؛ كذلك تمثال للمرأة القزمة " إيتا" بمتحف اللوفر ( دولة وسطي )، والقزم فوق المركب الذي يمثل جزءًا من المتاع الجنائزي لمقبرة توت عنخ أمون ؛ ولا ننسي المعبود " بس و بتاح باتيك " وقد أطلق عليه هذا الأسم نظرًا لأنه حسبما يروي هيرودوت الجزء الثالث 37- في الحقبة التاريخية المتأخرة صور علي أنه إله قزم ودان ؛ ويقارن هيرودوت بين هذا المعبود القزم والمعبودة الصغيرة المشوهة للفينقيين والتي تم حفرها على مقدمة السفينة الحربية ثلاثية المجاديف .  

 ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن كلمة " رن " وهي تعني قزم باللغة المصرية القديمة عن كلمة deneg أي " القزم الخلقي، وفي هذه الحالة نتذكر الملامح القبيحة للقزم الذي صور على مقبرة " حرخوف " ؛ جمع " داسن " ما يقرب من ما ئتي وسبع حالات صورت الأقزام بمصر القديمة أغلبها كانت أقزام ودانة ؛  هناك نوع أخر من الأقزمة الناتج عن القصور النخامي والذي يسبب بعض المشاكل عند محاولة تشخيصة تصويرياً وذلك بسبب تشابك لوائح الرتب والمناصب في الهيكل الوظيفي . 

وشغل الأقزام عدة مهام كما عملوا بصناعة المنسوجات والحلي وسخروا كذلك في زراعة الأرض وفي هذا الصدد نلاحظ كذلك كيف تم استغلال قصيري النظر في الأعمال التي تحتاج لدقة شديدة والتي تدعم من قدراتهم على الرؤية عن قرب كما هو الحال في العمال الذين يقومون بتصنيع الذهب والحلي ؛ هذا العمل الدقيق يصعب علي من يعانون من طول النظر القيام به .

 

وينوه الدكتور ريحان إلى أن الدراسة رصدت ما نقله إلينا " داسن " من حالات مختلفة لأعوجاج قدم خيلي، علي سبيل المثال الأشكال الموجودة في مقبرة " باقت الأول " بمقابر بني حسن ( الأسرة الحادية عشرة ) ، أما حالة من أطلق عليها " ملكة بونت " – والتي تم تصويرها علي أحد النقوش البارزة بمعبد الملكة " حتشبسوت " بالدير البحري ( الأسرة الثامنة عشرة ) وكذلك على إحدى الشقافات وقد صورت بطريقة ساخرة وعثر عليها بدير المدينة وتوجد حالياً ببرلين – فقد أظهرت الأصابة بعيب خلقي ناتج عن أنفصال مفاصل الفخذ هذه حالة تم توثيقها عن طريق القطع الأثرية التي تم تشريحها , والتي توجد إحداها في تورينو، وهي تظهر تجويفاً مسطحاً في عظام الحوض مصحوباً بحالات " هشاشة عظام " . 

هذا وقد أظهرت ملكة بونت بعض الأمراض الأخرى مثل أعراض شحوم زائدة تسبب الاماً مبرحة ،وكذلك داء الفيل وشحوم زائدة في الفخد والأرداف وأمراض أخرى متعددة ؛ كما نقل إلينا من الباحثين أشكالاً مختلفة لتشوهات العظام اكتشفت على بقايا ادمية منها " تشوهات في عظام الجمجمة مثل ضيق وكبر وصغر حجم الجمجمة ومرض استسقاء الرأس ( حالة لشاب في العصر الروماني مع وجود نقص في نمو الجانب الأيسر من الجسد وتضخم الزراع الأيمن ) ؛ وحالة أخرى لالتهاب الفقرات المصحوب بتصلب في الشرايين عثر عليها بتورينو . 

ويتابع بأنه قد عثر على حالات تعاني من نقص تكوين العظام ونقص في الهيكل الخلوي للنسيج العظمي ناتج عن انقسام الخلايا وتشوهات في عظام الفك وحالة أيضاً لمومياء طفل وليد من الأسرة الحادية عشر توجد بمتحف الأنثروبولوجي بتورينو ؛ تم دراسة تمثال من مجموعة ( خوام ) بمتحف القاهرة لرجل يعاني من تشوهات في الرأس والجزع وقصرًا في الأعضاء وهو مرض ( Alcaptonuira ) وراثي ينتج عن نقص في أحد الأنزيمات الذي حول دون إتمام عمليات بناء البروتوبلازما للحمض المتجانس .

عند الحديث عن التشوهات الخلقية في مصر القديمة لابد وان نشير  إلي مؤسس دولة التوحيد في مصر القديمة أنه الملك " امنحتب الرابع " الملقب بأخناتون حيث كان يصور علي هيئة شبة أنثوية ،حيث كانت المدرسة الفنية في عقدة تتسم بالواقعية ؛ هناك العديد من الدراسات في هذا الجانب التي وضحت الكثير من العيوب الخلقية والتشوهات على مومياوات والهياكل العظمية التي وضحت العديد من الأمراض والعيوب التي عانت منها شعوب العالم القديم .


 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة