جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

مع اللقاح.. أو فى انتظاره!

جلال عارف

السبت، 20 مارس 2021 - 06:24 م

تلقيت لقاح كورونا قبل يومين. المركز الطبى الذى تم توجيهى إليه لتلقى اللقاح كان مركز النزهة الجديدة بشرق القاهرة. مستوى التنظيم والإدارة كان ممتازاً. والطاقم الطبى يؤدى واجبه على خير وجه.
حددوا لى نوع اللقاح المناسب للسن والحالة الصحية، وفى دقائق تلقيت اللقاح وانتهت المهمة بسلام وبموعد للجرعة الثانية بإذن الله.. الشكر واجب على هذا المستوى الطيب من الأداء والتنظيم، ولخط دفاعنا الأول من الأطباء والأطقم الطبية الذين يخوضون المعركة ضد الوباء ببسالة تستحق كل التقدير وكل العرفان.
والأمل كبير فى أن تتسارع عمليات التلقيح مع وصول دفعات أكبر من جرعات اللقاح، ومع تراجع مخاوف البعض من تلقى اللقاح بسبب الحديث المبالغ فيه عن الآثار الجانبية، والزوبعة التى أثيرت حول لقاح «استرازينكا» بالذات خاصة من دول أوروبا التى أوقف بعضها التعامل مع اللقاح ليعود -بعد بضعة أيام- عن قراره ومع طلب المزيد من لقاح «استرازينكا» والتلويح -من جانب أعلى سلطة بالاتحاد الأوروبى- بإصدار قرار بمنع تصدير اللقاح قبل استكمال كل الطلبات المتعاقد عليها لتلبية احتياجات أوروبا أولا!
القصة بمجملها تثير الشكوك وتطرح الأسئلة حول ما إذا كان الأمر ضمن لعبة الشركات المنتجة ومنافساتها الشرسة على «كعكة» الأرباح الهائلة المتوقعة من لقاح يحتاجه العالم كله.. خاصة أن الحملة تركزت على اللقاح الأرخص سعراً بسبب أن جهة البحث العلمى (جامعة اكسفورد) قد تنازلت عن أى عائد مادى لأنها لم تكن تستهدف الربح بل خدمة الإنسانية، وهو الأمر الذى وفر إمكانية طرح اللقاح بربع أسعار اللقاحات المنافسة!!
الأهم من «حروب الشركات» رغم ضراوتها هو صراع الحكومات فى الدول الثرية للاستحواذ على أكبر قدر من جرعات اللقاح حتى لو أدى ذلك إلى تأخير الوفاء بالالتزامات نحو الدول الأخرى من خلال برنامج هيئة الصحة العالمية لتوفير حصة للدول الفقيرة والنامية، أو من خارج هذا البرنامج!
الحروب على اللقاحات مستمرة، والحروب بين اللقاحات ستستمر. ووسط هذه الظروف علينا أن نمضى فى توفير أقصى ما نستطيع من اللقاحات. لدينا كميات من اللقاح الصينى، وما يتم توفيره من «استرازينكا» إذا لم تنفذ أوروبا تهديدها بمنع التصدير حتى تؤمن احتياجاتها، ولدينا فرصة توفير اللقاح الروسى الذى أثبت فعالية كبيرة جعلت دولا أوروبية تلجأ إليه رغم المعارضات «السياسية» لهذا التوجه.
فى كل الأحوال.. كن مطمئنا إلى أننا فى مصر لا نسمح إلا باللقاح الذى ثبتت فعاليته علميا. إذهب لتلقى اللقاح فى دورك، وتمسك -فى نفس الوقت- بالوسائل الاحترازية للوقاية. فمع اللقاح أو فى انتظاره.. ستبقى الكمامة والتباعد المجتمعى السلاح الأهم فى مقاومة الوباء الذى لا تبدو نهايته قريبة!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة