الإثنين، 22 مارس 2021 - 01:28 ص

كتب: محمد الجريتلي 

تل بسطة بمحافظة الشرقية واحدة من أهم المدن المصرية في شرق الدلتا وكانت عاصمة الإقليم الـ18 في مصر القديمة، كما كانت عاصمة مصر في عهد الأسرة الـ22 الفرعونية وقد زارها المؤرخ هيرودوت ووصف جغرافيتها والاحتفال الكبير الذي كان يتم في معبدها العظيم الخاص بالمعبودة باستت "القطة"، وقد حظت تل بسطة بمرور العائلة المقدسة "السيدة العذراء مريم والسيد المسيح ويوسف النجار" إلى مصر هربا من هيرودس الملك الذي كان يريد قتل الطفل المسيح فاجتازت سيناء ووصلت إلى مدينة بسطة "اسمها اليونانى بوباسطس واسمها القبطى بوبسطة ومنها جاء الاسم العربي بسطة".

"بوابة أخبار اليوم"  التقت بالقس "بيجول عبدالله" كاهن كنيسة الأنبا بشاى والأـنبا بطرس بالزقازيق ومطرانية الزقازيق ومنيا القمح وعضو لجنة إحياء مسار العائلة المقدسة في تل بسطة ليروى لنا مسار العائلة المقدسة من داخل "تل بسطة" 

في البداية يقول بيجول عبدالله، إن مدينة بسطة الآثرية واحدة من أهم المدن المصرية في شرق الدلتا فكانت عاصمة الإقليم الـ18 في مصر القديمة وكانت عاصمة مصر كلها في عهد الأسرة الـ22 الفرعونية وقد زاراها المؤرخ هيرودوت ووصف جغرافيتها والاحتفال الكبير الذي كان يتم في معبدها العظيم الخاص بالمعبودة باستت (القطة) حيث كانت تأتى إليه الوفود من مصر كلها عن طريق النيل وهي إحدى المدن المذكورة في الكتاب المقدس في سفر حزقيال الاصحاح 30.

وأضاف: وفي القرن الأول الميلادي جاءت العائلة المقدسة "السيدة العذراء مريم والسيد المسيح ويوسف النجار" إلى مصر هربا من هيرودس الملك الذي كان يريد قتل الطفل المسيح فاجتازت سيناء ووصلت إلى مدينة بسطه (اسمها اليونانى بوباسطس واسمها القبطى بوبسطة ومنها جاء الاسم العربي بسطة)، وتؤكد المصادر التاريخية القبطية من القرن الرابع الميلادي (ميمر البابا ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية الـ23) ومن القرن السابع (ميمر الانبا زخارياس أسقف سخا) على مجىء العائلة المقدسة إلى مدينة بسطة وذكرت بالتفصيل أحداث العائلة المقدسة بها حيث خارج المدينة استراحت العائلة المقدسة تحت شجرة وطلب السيد المسيح أن يشرب فدخلت السيدة العذراء مريم المدينة تطلب ماء من أهلها ولكن للأسف لم يعطيها أحد، فرجعت السيدة العذراء إلى السيد المسيح الذي قام بانباع بئر ماء شربوا منه جميعا وباركه السيد المسيح، ثم عبر عليهم رجل مصري رحوم من أهل المدينة اسمه كلوم (كلمة قبطية بمعنى إكليل) فعرض عليهم أن يستريحوا عنده واستضافهم في منزله وأكرمهم فأقامت العائلة المقدسة في منزله عدة أيام، ثم في أحد الأيام ذهبت العائلة المقدسة إلى منطقة المعابد بالمدينة وعند دخولهم معبد الإله باستت العظيم تحطمت أوثانه أمام السيد المسيح تحقيقا لنبوة اشعياء النبى "هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا". سفر اشعياء الاصحاح 19 الاية 1"

وتابع: "فهاجت المدينة وحاول كهنة الأوثان الانتقام من العائلة المقدسة فقام كلوم بتهريب العائلة المقدسة سرا فبارك السيد المسيح بيت كلوم وهربت العائلة المقدسة إلى المحمة ثم إلى بلبيس وأكملت سيرها في طريقها في الدلتا ثم إلى الصعيد، وفي العصر القبطي تحول بيت كلوم إلى كنيسة كان يأتي إليها المصريين من مصر كلها وبقيت لقرون إلى أن اندثرت مع المدينة وقد عاش المسيحين طوال القرون حول المنطقة التي باركتها العائلة المقدسة واستدعى هذا وجود أسقفية خاصة ترعاهم من القرن الرابع الميلادى".

ويضيف القس "بيجول عبدالله": بمراجعة قصة العائلة المقدسة في مصر نجد أنها أقامت في عدة أماكن آخرى وكذلك شربت وباركت أكثر من بئر بعضهم مازال موجود أما أكثر ما يميز أحداث القصة في بسطة هو دخول المعبد وسقوط الأوثان وهذا لم يحدث في أي مكان آخر في مصر إلا في الاشمونين وبسطة فقط
وهكذا تتميز زيارة العائلة المقدسة إلى مدينة بسطة بعدة مميزات عن باقى نقاط المسار هو أول مكان أقامت فيه العائلة المقدسة في مصر ومعجزة إنباع بئر لتشرب منه العائلة المقدسة وأهم معجزة حدثت بها حيث سقوط الأوثان أمام السيد المسيح كنبوة اشعياء النبى.

وذكر: توكد الميامر التاريخية الكنيسة أن العائلة المقدسة دخلت مدينة بسطة يوم 24 بشنس (يوافق 1 يونيو) ولأهمية المدينة وتميز الأحداث التي حدثت بها اختارت الكنيسة القبطية هذا التاريخ ليكون الاحتفال السنوي بدخول العائلة المقدسة الى مصر ويحتفل به أقباط العالم كله كل عام، ومازالت أطلال المدينة التي استضافت العائلة المقدسة وأقامت فيها وباركتها والمعبد الذي سقطت أوثانه شاهدين على هذه الزيارة المباركة لمدينة بسطة، أما عن البئر الرومانى بمعبد بسطة فقد تم اكتشافه في التسعينات من القرن الـ20 بواسطة بعثة من جامعة الزقازيق.

وأشار إلى أنه قد قام د. محمود عمر محمد بعمل دراسات عليه ليوكد أنه يرجع إلى العصر الروماني وخاصة إلى القرن الأول الوقت الذي زارت فيه العائلة المقدسة المكان، وقد أولت الدولة المكان برعاية كبيرة كنقطة من مسار العائلة المقدسة في أرض مصر فقامت المحافظة برفع كفاءة الطرق المحيطة والمؤدية إليه كذلك رفع كفاءة المكان ليستقبل الزائرين والسائحين وعمل اللوحات الإرشادية بالمكان وعمل لوحات مرورية في مداخل المدينة لترشد الزائر إلى مكان تل بسطة كما قامت بعمل لوحات تعريفيه في المنطقة المحيطة بالمكان. 

وأضاف: ويولى نيافة الحبر الجليل الانبا تيموثاؤس أسقف الزقازيق ومنيا القمح اهتمام كبير بزيارة العائلة المقدسة إلى بسطة من سنوات بعمل احتفال كنسي كبير يحضره المسيحين وقيادات المحافظة كما كون لجنة فنيه لمساعدة المحافظة في مشروع تطوير مسار العائلة المقدسة في تل بسطة بتقديم المعلومات التاريخية والتنسيق مع المحافظة في كل ما يخص المشروع، وهذه الزيارة الهامة هي صفحة هامة من تاريخ مصر وبلدنا بسطة وتؤكد على أن بلدنا ومدينتنا بسطة هي بلد الأمان والضيافة والمحبة التي تفتح أحضانها بالسلام للكل. 

ويقول د. مصطفى شوقى إبراهيم مدير عام الأثار الإسلامية والقبطية بمحافظة الشرقية، إن مدة تواجد العائلة المقدسة في مصر حوالى 4 سنوات تقربيا وهذة المدة قد أشارت إليها بريدية عثرعليها بعثة جامعة كلوم الألمانية وكانت هذه البردية مكتوبة باللغة القبطية القديمة وتم ترجمة هذه البردية في مطرانية ملاوى بالعربية. 

ويضيف د. مصطفى، أن رحلة العائلة المقدسة بدأت من بيت لحم تم قرية فارس ثم جيرون وحينما رفض يوسف النجار وبرفقته السيدة مريم المرور بالطريق الساحلى خوفا من مطاردة هيردوس ملك اليهود في ذلك الوقت حتى وصلت العائلة المقدسة بئر سبع "خان يونس" الآن حتى وصلت العائلة المقدسة الأراضى المصرية مرورا برفح بالعريش حتى وصل إلى مدينة بسطا مرورا ببلبيس  وقادوس وميت غمر وفاقوس وصان الحجر ومنية سمنود، موضحا أن أهل بسطة لم يكرموا السيد المسيح فشاهدته سيدة مشلولة فقامت باستضافة العائلة المقدسة وقتها شفيث هذه السيدة فلما علم أهالى المنطقة بما حدث حضروا للسيد المسيح لعلاجهم، وقتها علم الحاكم الرومانى فحضر للقبض على أفراد العائلة المقدسة فقامت العائلة المقدسة بالنزول إلى حقل قمح فاستطالت عيدان القمح حتى وصلت مترين حتى انصرف جند الرومان فجرحت العائلة المقدسة بأمان متجهة إلى دقادوس. 

اقرأ أيضا| اللقاء الافتتاحي لمجلس إدارة هيئة أوقاف الكنيسة الكاثوليكية بمصر