نوال السعداوى..و شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق
نوال السعداوى..و شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق


وداعًا شاكر ونوال

وداعًا شاكر ونوال .... حكاية نجمين غيبهما الموت

الأخبار

الإثنين، 22 مارس 2021 - 08:54 م

كتب: فادية البمبى − سمر نور- محمد سرساوى

ربما لم تتعدد لقاءاتهما أثناء رحلتيهما الأرضيتين، ولكنهما بكل تأكيد جمعهما موعد الرحيل إذ أجابا داعى المغادرة فى موعدين متقاربين بل قل ملتصقين إذ رحل الناقد الكبير د.شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق فى وقت يقترب من منتصف ليل الجمعة الماضية، وعقب ذلك بما يقرب من ٤٨ ساعة أسلمت الأديبة والمناضلة العنيدة د.نوال السعداوى الروح ليجمعهما معا لقاء الرحيل ويصبحا معا فقيدى دنيا الأدب وعالم الفكر.

وقد تحولت مواقع التواصل الاجتماعى إلى سرادقات عزاء عقب إعلان نبأ وفاة المفكر البارز والناقد الكبير د.شاكر عبد الحميد، وكان شاكر أحد النقاد البارزين فى تحليل العمل الأدبى، وطالب المثقفون والمبدعون بأن تتولى إحدى مؤسساتنا الثقافية نشر أعماله الكاملة فى سلسلة كتب، وتجمع مقالاته عن الأعمال الأدبية فى سنواته الأخيرة، وإعادة طبع كتبه التى نفدت مثل: "الغرابة.. المفهوم وتجلياته فى الأدب" الذى تحدث فيه لغويا وفلسفيا وسيكولوجيا عن معنى الغرابة، وقارن بينه وبين المعانى الخاصة بمفاهيم أخرى تلتبس معه أحيانا مثل الغربة والاغتراب والتغريب وغيرها، وفى كتاب "العملية الإبداعية فى فن التصوير" يجيب شاكر عن أسئلة فى غاية الأهمية عن علاقة التصوير بالإبداع، كيف تتم عملية الإبداع فى فن التصوير وما هى العمليات النفسية المسئولة عنها، والمسهمة فيها؟، وما هى العمليات والعوامل الاجتماعية المسئولة عن الإبداع فى فن التصوير؟.

ويعد كتاب "التفضيل الجمالى: دراسة فى سيكولوجية التذوق الفنى"، محاولة للإلمام بالجهود السيكولوجية المختلفة التى حاولت وصف الجمال أو فهمه وتفسيره أو الاقتراب منه بطرق متنوعة وخاصة فى بعض تجلياته الفنية والبيئية.

ومن جهة أخرى قرر مجلس أمناء مؤسسة فاروق حسنى للثقافة والفنون إطلاق اسم د.شاكر عبد الحميد على جائزة "النقد الفنى التشكيلى" التى تقدمها المؤسسة ضمن جوائز دورتها الثانية لعام ٢٠٢١، وذلك تقديراً لدوره فى الارتقاء بالثقافة المصرية عامة والفن التشكيلى خاصة، حيث كان الراحل من أهم الباحثين والمتابعين للحركة التشكيلية المصرية وتجلياتها كما كان من أكثر الأكاديميين اشتباكاً مع الواقع التشكيلى، وكذلك اعتزازا بالدور الذى أسهم به الراحل مع مؤسسة فاروق حسنى للثقافة والفنون لاكتشاف المواهب المصرية النقدية من خلال مشاركته رئيساً للجنة تحكيم جائزة النقد الفنى التشكيلى التى أطلقتها المؤسسة.

الطبيبة التى تعلمت الحب

لم نصدق خبر وفاة الكاتبة والمفكرة الكبيرة نوال السعداوى، فقد تعودنا فى السنوات الأخيرة على تسريب إشاعة وفاتها كل عام تقريبًا، إلى حد يمكن اعتباره موسمًا للظلاميين وكارهى حرية الفكر.

تواصلنا معها هاتفيا العام الماضى بعد إحدى تلك الشائعات، فعاجلتنا بضحكة ودودة وهى تؤكد على أنها لم تمت بعد كما يريدون، أول أمس غابت عن عالمنا د.نوال السعداوى وإن كان الخبر هذه المرة حقيقيًا، إلا أن أفكارها لن تموت كما يريدون.

فمازالت قادرة على مواجهتهم بإعمال العقل فى كل القضايا الشائكة، خاصة التى تمس حرية المرأة وحقوقها الإنسانية، ولا يمكن لدعاة تغييب العقل مواجهة روح سيدة قوية صاحبة فكر وقضية، فكانت إشاعة وفاتها هى سلاحهم الوحيد طوال سنوات، بعد أن كانت تهديداتهم بالقتل والتصفية أداتهم منذ التسعينات، وقد جمعت شخصية نوال السعداوى بين الكثير من المتناقضات، فكانت تتمتع ببراءة وعاطفة قوية فتطرح أفكارها بسلاسة وانطلاق وعيناها لامعتان بحماس دون الوضع فى الاعتبار الحملة الشرسة التى كانت تواجهها، ولدت نوال فى عام 1931 وكانت الابنة الثالثة لعائلة تقليدية فى قرية كفر طحلة بمحافظة الدقهلية، وتخرجت فى كلية الطب عام 1955، وتخصصت فى الأمراض الصدرية ثم النفسية، وتزوجت من زميلها أحمد حلمى وأنجبت ابنتها الكبرى الكاتبة منى حلمى، ثم تزوجت من رجل قانون ولم تستمر الزيجة، إلا أن زواجها بالكاتب الكبير شريف حتاتة استمر سنوات طويلة وأنجبت المخرج عاطف حتاتة، وكان مؤازرا لها حتى طلاقهما منذ عدة سنوات، وكانت لنشأتها وتجربتها الشخصية وعملها فى ريف مصر خلال الستينات بالغ الأثر فى تبنيها قضية منع ختان الأناث وتعد هى الأولى التى تصدت لهذا الأمر من خلال موقعها كطبيبة ومفكرة. أول كتاب صدر لها عبارة عن مجموعة قصصية بعنوان "تعلمت الحب" فى عام 1957 وأولى رواياتها "مذكرات طبيبة" عام 1958 وكان كتابها "المرأة والجنس" الذى صدر عام 1972 أول كتبها الفكرية التى تسبب لها فى مشاكل كبرى، إلا أنها استمرت فى كتابتها التى تستمد من العلم قوة وخصوصية حتى وفاتها عن عمر يناهز 90 عامًا من النضال من أجل حرية الفكر وحرية المرأة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة