مصطفى يونس
مصطفى يونس


شقة صبرى.. الزائر الثانى «الفنان»

مصطفي يونس

الخميس، 25 مارس 2021 - 07:36 م

أنا لا ألقى اللوم عليك، فبالكاد أستطيع تحليل شخصية البعض، وأحكم عليهم من تصرفاتهم.. لكنى أجزم لك أننى ما كرهتك يوما، أو نكرت جميلك .. الخلاف يكمن فى أن نظرتك غير موضوعية بعض الشىء، تقييمك للنساء فى الحلقة السابقة لا يعجبنى،  تعمدك هزيمة الزائر الاول بطريقة مهينة ليست فى قاموسى، وحتى استشهادك بالعزبة والدكة وشارع الصحافة فأنت تأخذنا بعيدا عن الحقيقية الدامغة فى عقلك.. هنا قاطعه «صبرى» بعصبية شديدة : توقف وأنصت لى: هل اعتقدت لوهلة أنك صاحب الشقة، أنا صاحب الشقة،  أنا من يدير الحوار، أنا من يقرر الخصومات والجزاءات والعقوبات، والامتيازات .. أنا صبرى، هل فهمت ؟ 
أعلم أنك الفنان، وأنهم يلجأون اليك أحيانا للمشورة، قد تكون صديقا عاقلا، لكننى انا صاحب الشقة  ؟ .. وهنا تخيم حالة من الصمت  الرهيب بين الطرفين،  يحدقان فى أعين بعضهما البعض، لا كلام ولا سلام، هى نظرات متبادلة لقراءة الأفكار، إلا أن صاحب الشقة كان حكيما،  استعاد هدوءه سريعا، وقال له يا فنان: أريد ان اسمع رأيك بهدوء، فأنا أثق فى رزانة عقلك .
- الفنان : هو احد المترددين على شقة صبرى،  يتميز بنقائه وحكمته،  ووسامته، ودماغه العالية، أنيق فى ملبسه، لا يميل للدوشة،  يحب الفرفشة، ويعشق السفر، صديق للجميع، يجيد التعامل مع النساء، لديه حس رومانسى يجذب إليه الحسناوات - نعود لرأى الفنان : لى بضع ملاحظات، أرى أن أحدهم يتحدث باسمك وهو لا يليق، والبعض يستفيد منك وهو لا يستحق، وآخر يصّدر لك الصراعات وأنت فى غنى عنها.
كما أرى أن حكمك على النساء ظالم، فهُنّ ورُود حياتنا، وبهجة أبنائنا،  وفرحة بناتنا، ووصية رسولنا .. وبالنسبة للزائر الأول فقد كنت قاسيا عليه، فالكثيرون ينكرون الفضل والعرفان، لماذا لم تحكم عليه بانه عِصامى وبدأ من الصفر، لماذا لم تلتمس العذر له؟ .. هنا ابتسم صبرى وقال له اسمحلى يا فنان أن أقول لك: إن حكمكم على الأمور متسرع، وقراءتكم للأحداث ليست دقيقة .. فالبنسبة لمن يتحدث باسمى أو حتى يستغله، فهو مريض، ومن يستفد منى فهو ذكى، ومن يصدر الصراعات لى فهو يعتقد أنى سند قوى.. الخلاصة، باب شقتى مفتوح للجميع ..  وبالنسبة لرأيى فى النساء، فاسمح لى أسألك سؤالا، هل انت متزوج؟ ليرد الفنان، لا .. فيقول له صبرى : اذن رأيك فى النساء لا قيمة له، تزوج وحدثنى عنهن .. وبالنسبة للزائر الاول : فدعنى أؤكد لك أننى قرأته فى صِباه، عندما جاء إلينا من قريتهم وقرر الإقامة فى الشقة بعد الوظيفة، وأنا ما ظلمته، لكنه نكر جميلا، وخان عهدا، وحاول أن يغرد منفردا، قل لى بالله عليك يا فنان : أليس من يكره الإنجازات والتطوير هو حاقد خائن ؟ أليس من يحارب جنودنا ويقتل شبابنا هو عدو آثم .. بل أليس من يبنى ويعمر هو وطنى حتى النخاع، أليس من يحفظ كرامتنا ويدافع عن حقوقنا ويعمل لمستقبل أبنائنا هو مقاتل شجاع.. يا فنان : عليك أن تعرف ان هناك من وهب نفسه لخدمة أبناء وطنه، دعم المستشفيات، ورصف الشوارع والحارات، وبنى المدارس والمساكن والمنشآت .. هل فهمت يا فنان ؟  .. ليطأطئ الفنان رأسه، مبتسما، قائلا : هل تسمح لى بتكرار الزيارة داخل الشقة : نظر إليه صبرى قائلا : عليكم فقط أن تُخلِصوا النوايا وتجتهدوا وتتعاونوا وتدعموا وطنكم،  لأنه حتما سيأتى اليوم الذى يصبح مفتاح الشقة تحت تصرفكم .. انصرف الآن، لدى مكالمة هامة .
ولسه حواديت الشقة مستمرة،  تابعونا 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة