جلال عارف
فى الصميم
لماذا الخلل.. فى عملية التطعيم؟
السبت، 03 أبريل 2021 - 06:51 م
كتبت قبل ذلك عن تجربتى فى تلقى الجرعة الأولى من لقاح كورونا، وكيف كان الأمر سهلاً وبسيطاً مع تنظيم رائع فى المركز الطبى الحكومى الذى تم توجيهى إليه، وتعامل كفء ومحترم للغاية من الأطباء والطواقم المساعدة.
لذلك كانت دهشتى كبيرة مع أنباء المعاناة الشديدة التى لقيها المواطنون فى الأيام الأخيرة وهم يتلقون جرعات اللقاح .صحيح أن أعداداً أكبر قد سجلت اسمها فى قوائم الراغبين فى تلقى اللقاح بعد فتح الباب أمام طيف واسع من المواطنين .لكن الصحيح أيضاً أن مراكز التلقيح قد ارتفع عددها من أقل من أربعين إلى حوالى ٢٠٠ مركز، وهو أمر كفيل باستيعاب الأعداد التى سجلت أسماءها بيسر وسهولة لو تم تنظيم العملية بالكفاءة التى توافرت فى المرحلة الأولي.
لكن يبدو أن أخطاء فنية وإدارية قد سببت هذه المشكلة دون داع .فالأعداد التى سجلت أسماءها مازالت محدودة، وما وصلنا من جرعات اللقاح يكفيها، والمسئولون يؤكدون أن بضعة ملايين من جرعات اللقاح ستصل تباعاً. ومع ذلك حدثت المشكلة وعانى المواطنون.. وبالتأكيد عانى معهم الأطباء والأجهزة المساعدة!!
قد يكون هناك من بنى حساباته على أن نصف من سجلوا أسماءهم فى المرحلة الأولى لم يذهبوا لتلقى اللقاح.. فى حين أن الفئات الجديدة الأصغر سناً قد أقبلت على تلقى اللقاح بعد أن اطمأن الجميع نسبياً على أن اللقاح آمن وأن التلقيح ضرورى لمواجهة الفيروس الذى تتوالى موجاته وتزداد شراسته.
وقد يكون هناك قصور فى عملية تجهيز المراكز الجديدة للتطعيم فى الوقت المناسب أو غير ذلك من العوامل التى أدت الى ما حدث من زحام ومعاناة، رغم أننا مازلنا فى نطاق الأعداد المحدودة ولم ندخل بعد فى المرحلة الأهم مع عملية تطعيم عشرات الملايين التى ينبغى أن نستعد لها جيداً.. المسئولون فى الصحة أعلنوا أنه من اليوم ستكون الأمور أفضل كثيرا فى كل مراكز التطعيم بعد معالجة أوجه القصور التى أدت إلى الزحام والعناء الشديد. نأمل أن يتحقق ذلك بأفضل صورة.. فالمهمة مازالت فى بدايتها، ولابد أن يكون لدينا فى أسرع وقت أضعاف ما لدينا الآن من مراكز التلقيح، وأن يكون الأداء فيها بنفس المستوى الذى وجده المواطنون عندما لم يكن لدينا إلا أربعون مركزاً للتطعيم!!
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة