شريف رياض
شريف رياض


فوق الشوك

للصبر حدود

شريف رياض

الأربعاء، 07 أبريل 2021 - 07:27 م

فشل مفاوضات كينشاسا حول سد النهضة يؤكد من جديد موقف إثيوبيا الرافض لأية مقترحات تستهدف تمهيد الطريق للتوصل لاتفاق يحدد قواعد لملء وتشغيل السد توافق عليها مصر والسودان بما لا يضر بمصالحهما ولا ينتقص من حصتهما المقررة من مياه النيل.
وإن دل هذا على شىء فإنما يؤكد أن القرار الإثيوبى لا يتحدد فى أديس أبابا وإنما فى عواصم أخرى وإلا من أين جاءت لغة الجبروت ولهجة التحدى التى تتحدث بها إثيوبيا وهى تعلم جيدا أنه لا مقارنة على الإطلاق بين قدراتها العسكرية وقدرات مصر؟!
هذه العواصم وأجهزة الاستخبارات التابعة لها تصر على تأجيج الصراع فى المنطقة ليشهد القرن الحادى والعشرون أول حرب حول المياه التى كفلها الله سبحانه وتعالى ليستفيد منها جميع البشر فى أنحاء العالم وليس لإشعال الحروب بسببها.
كان الله فى عون الرئيس السيسى الذى لم يترك بابا إلا وطرقه من أجل حلحلة المفاوضات المتوقفة منذ شهور طويلة حتى أطلق تحذيره الأخير من الإسماعيلية «مياه النيل خط أحمر ومحدش حايقدر ياخد نقطة مية من مصر واللى عايز يجرب يجرب.. ومحدش يتصور أنه يقدر يبقى بعيد عن قدراتنا» وهى رسالة قوية بعث بها الرئيس السيسى للعالم أجمع وليس لإثيوبيا فقط خاصة حينما أكد أن أى مساس بحصة مصر من مياه النيل سيترتب عليه حالة من عدم الاستقرار فى المنطقة لا يتخيلها أحد!
المصريون يثقون تماما فى إدارة الرئيس للأزمة وقدرته على اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب ومتأكدون أنه جاد فى تحذيره.. ويعبرون عن ذلك كل يوم عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعى مؤكدين أنه إذا فرض علينا القتال دفاعا عن حقنا فى المياه سنقاتل وسينصرنا الله سبحانه وتعالى لأن شعبنا كان ومازال وسيظل دائما شعبا مسالما لا يعتدى على أحد.. لكن ما يجب أن تدركه جيداً إثيوبيا ومن وراءها أن للصبر حدوداً!
التحديات التى تواجهها مصر لا تتطلب فقط تأكيد ثقة المصريين فى إدارة الرئيس للأزمة عبر وسائل التواصل الاجتماعى وإنما يحتاج الأمر إلى اصطفاف وطنى خلف القيادة السياسية نعلنه بصراحة للعالم أجمع لنؤكد أن مياه النيل ليست معركة الرئيس السيسى وحده ولكنها معركة شعب لا يتخلى أبداً عن حقوقه، وكما أصر على ألا يفرط فى حبة رمل واحدة من رمال سيناء لن يفرط فى نقطة مياه واحدة من حصتنا من مياه النيل.
وطنية المصريين لا تموت
لعل أهم ما كشفت عنه احتفالية نقل مومياوات 22 ملكا وملكة من الفراعنة فى موكب مهيب من المتحف المصرى بميدان التحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط ومن قبلها نجاح أبناء شركة قناة السويس فى إنهاء أزمة جنوح الناقلة العملاقة «إيڤرجيفن» وما صاحب الحدثين من فرحة عارمة ومشاعر جياشة- أن وطنية المصريين وشعورهم بالانتماء والفخر ببلدهم لا تموت أبداً حتى وإن بدت فى صورة مغايرة أحيانا لكنها دائماً يقظة فى قلوبهم وعقولهم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة