حاتم زكريا
حاتم زكريا


فى المليان

الرئيس قـيـس سـعـيد تـمـثيل

الأخبار

الخميس، 15 أبريل 2021 - 05:35 م

قبل انطلاق شهر رمضان المبارك بسويعات قلائل جاءت زيارة الرئيس التونسى قيس سعيد إلى مصر ومباحثاته مع أخيه الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية فى إشارة إلى عودة تونس الخضراء إلى طريق الإصلاح والخروج من عباءة «الإخوان» مجدداً رغم بعض المعوقات.
ولا شك أن ثورة 30 يونيو 2013 امتدت شعلتها من الحدود المصرية إلى تونس الشقيقة ليستعيد الشعب التونسى إرادته الجبارة فى العيش فى أمان وسلام تحقيقاً لأمانيه وتطلعاته التى اختطفت منه فى فترة ظلامية لا تتوافق أركانها مع ملامح وأبجديات هذا الشعب الأبى..
وقد يكون انتخاب قيس سعيد كرئيس للجمهورية التونسية وسط محاولات شديدة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء هو الذى أعطى الأمل فى استمرار الصحوة التونسية للخروج من براثن المخططات الظلامية الدولية التى تمتد أصابعها وتأتى من الخارج..
والطريقة التى جاء بها قيس سعيد إلى كرسى الرئاسة التونسية لم يتوقعها أحد.. فقد كان يعتمد على ذكاء وفطنة المواطن التونسى الذى يرفض أن يكون أسيراً لتكتلات سياسية تعمل لتحقيق أهداف خاصة بها، بينما نجح قيس سعيد فى مخاطبة وجدان المواطنين التونسيين، واقترب من قلوبهم ضارباً كل التوقعات والتكتلات فأصبح ظاهرة تستحق دراسة خاصة مازال الأكاديميون يعكفون على الخوض فيها.. وقد يكون كونه أستاذاً جامعياً فى القانون هو الذى أعطاه القدرة على مواجهة كثير من المواقف الشائكة التى ماتزال مستمرة حتى اليوم.. وقد يكون ما صرحت به الفنانة التونسية لطيفة،التى التقت ضمن مجموعة من أعضاء الجالية التونسية بالقاهرة بالرئيس قيس سعيد،يعبر عن نظرة كثير من مواطنيها لرئيسهم فقد قالت الفنانة لطيفة بعد اللقاء: إنه رجل عظيم ومثقف وفاهم لكافة الأوضاع فى بلدها..
ولعل ما قاله الرئيسان السيسى وسعيد فى المؤتمر الصحفى عقب مباحثاتهما يوم السبت الماضى بقصر الاتحادية يعبر عن توافق مصرى تونسى تام لرؤية البلدين للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.. ففى كلمته أكد الرئيس السيسى أنه أجرى مباحثات مكثفة وبناءة مع الرئيس قيس سعيد تناولا خلالها عدداً كبيراً من الموضوعات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، عكست الإرادة المشتركة نحو تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين والارتقاء بها فى مختلف المجالات إلى أفاق أرحب، وذلك من خلال تفعيل أطر التعاون وآليات التشاور والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات سواء فيما يتعلق بالموضوعات الثنائية أو بالنسبة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما أكد الرئيس السيسى أهمية تعزيز التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره ومطالبة المجتمع الدولى بتبنى مقاربة شاملة للتصدى لتلك الظاهرة بمختلف أبعادها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والفكرية والأيديولوجية..
وأوضح الرئيس السيسى أنه بحث مع نظيره التونسى سبل الارتقاء بالتعاون الثقافى من مختلف جوانبه، بما يسهم فى تعزيز التقارب بين الشعبين الشقيقين خاصة أن هناك دوراً مهماً للثقافة فى التصدى لمخاطر التطرف الفكرى التى تواجهها دول المنطقة واتفقنا على إعلان عام 2021-2022 عاماً للثقافة المصرية،التونسية من خلال تفعيل الأنشطة الثقافية والفنية المشتركة بمختلف مناحيها فى كل من مصر وتونس بما يعكس التاريخ المشترك بين الشعبين والتواصل القائم بينهما..
واستعرض الرئيسان القضايا المطروحة على الساحة العربية وأكدا على أهمية دعم العمل العربى المشترك والحفاظ على الأمن القومى العربى وحماية وحدة وسلامة وإستقلالية أراضى الدول العربية وتعزيز مفهوم الدولة الوطنية ورفض جميع محاولات التدخل الخارجى فى الشئون الداخلية للدول العربية، والتأكيد على مواصلة الجهود العربية من أجل دعم القضية الفلسطينية كونها القضية المحورية للعالم العربى، وضرورة بذل الجهود لتطبيق مبدأ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. وأشار الرئيس السيسى إلى أن المباحثات تناولت تطورات الأزمة الليبية، وأكد الرئيسان ضرورة تفعيل الدور العربى إزاء هذه الأزمة ورحبا بالسلطة التنفيذية الجديدة، وأكدا استعدادهما لتقديم جميع أشكال الدعم لها، بما يمكنها من أداء دورها فى إدارة المرحلة الانتقالية وإجراء الانتخابات فى موعدها المقرر نهاية العام الحالى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة