الشيخة منيرة عبده
الشيخة منيرة عبده


حكاية أول سيدة تعتمدها الإذاعة لتلاوة القرآن الكريم

الأخبار

الخميس، 22 أبريل 2021 - 06:29 م

إعداد : عاطف النمر

يشير الكاتب الكبير الراحل محمود السعدنى فى كتابه «ألحان السماء» إلى الشيخة منيرة عبده فيقول إنها قرأت القرآن أول مرة عام 1920، حيث كانت فتاة صغيرة فى الثامنة عشرة من عُمرها، نحيفة وضعيفة وكفيفة، وأحدث ظهورها ضجة كبرى فى مصر، ولم يمض وقت طويل حتى أصبحت نداً للمشايخ الكبار، وذاع صيتها خارج مصر، وتهافتت عليها جميع إذاعات مصر الأهلية، ومما يدلل على شهرتها الواسعة أنه فى عام 1925 قام أحد كبار أثرياء تونس بتقديم عرض لها لإحياء ليالى شهر رمضان المبارك فى قصره بصفاقس بضيافة كاملة وأجر ضخم بلغ حينها ألف جنيه مصرى، وهو مبلغ عظيم فى تلك الفترة، ولكنها رفضت وحالت الظروف دون سفرها، فحضر الثرى التونسى إلى القاهرة ليستمع إليها عندما قرر أن يقضى شهر رمضان الكريم فى مصر.

ويضيف محمود السعدني أنها كانت أول سيدة كفيفة تعتمد لتلاوة القرآن الكريم بالإذاعة المصرية عند افتتاحها عام 1934، ومما ساعد على انتشار شهرتها فى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضى ان هذا الزمن  كانت هناك عادة متبعة فى قرى الارياف بأن تقام سرادقات العزاء للرجال لمدة ثلاث ليالى، وتقام سرادقات عزاء للنساء فى ساحات البيوت لمدة ثلاثة أيام أيضا، ولم يكن وقتها مستحب ان يكون هناك مقرئ لتلاوة القرآن عند النساء، وكان لابد من وجود امرأة لتقرأ القرآن الكريم فى عزاء النساء، ولهذا كان يتم الاستعانة بمقرئات لهن خصيصا، وكانت من اشهرهن الشيخة منيرة عبدة والشيخة كريمة العدلية وآخريات يتمتعن بصوت جميل مدرب ومقتدر فى قراءة القرآن الكريم، ولهذا لم يكن من الغريب او المستهجن فى عشرينيات القرن الماضى أن تجد قارئة تقرأ القرآن الكريم على ملأ من الناس، وقد ظهرت بعض القارئات فى مصر وبلغت شهرتهن الآفاق وتخطت حدود مصر إلى غيرها من الدول العربية، وكان يسعى كبار الأعيان فى مصر وخارجها إلى طلب هؤلاء القارئات لإحياء الليالى الرمضانية والمناسبات الدينية بآيات الذكر الحكيم لنساء الدار.

ونوهت مجلة «الراديو المصري» في عددها الـ55 الصادر فى 4 أبريل عام 1936عن «تلاوتين من القرآن المجيد للشيخة منيرة عبده، أذيعت الأولى عند افتتاح البث الإذاعى فى العاشرة من صباح الأحد 5 أبريل عام 1936، بعد اعتمادها كأول سيدة كفيفة تقرأ القرآن الكريم فى الإذاعة المصرية بعد الإذاعات الإهلية التى قرأت بها، وتم التعاقد معه بنصف أجر الشيخ محمد رفعت أى انها كانت تتقاضى خمسة جنيهات شهريا، وظلت الشيخة منيرة عبده تقدم التلاوات المتميزة فى الإذاعة بالإضافة إلى الابتهالات والتواشيح الدينية ما بين 1920إلى 1936 حتى قبيل الحرب العالمية الثانية، وفجأة ظهرت فتوى تحرم تلاوة المرأة للقرآن الكريم وإذاعة ذلك على الناس بدعوى أن صوت المرأة عورة، ورضخت وقتها الإذاعة المصرية لتنفيذ تلك الفتاوى التى حرمت الشيخة منيرة وغيرها من النساء من التلاوة عبر أثيرها، وقد أثار القراراعتراض كثير من المستمعين والمستمعات للإذاعة المصرية، ولم يؤدى الأعتراض لنتيجة ما واعتكفت الشيخة منيرة عبده فى بيتها، ويوجد لها فى الإذاعة البريطانية تسجيلات لبعض القراءات القرآنية القصيرة النادرة جدا ولها ابتهال أيضا بعنوان «يارسول الله».
 

مجلة « الراديو المصرى » - أكتوبر 1939

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة