مصطفى عدلى
مصطفى عدلى


بدون إزعاج

من الثواب ما قتل

الأخبار

الخميس، 22 أبريل 2021 - 06:34 م

بكل حماسة، يتحرك كفراشة تطير بجناحيها، يحمل بين يديه نوايا طيبة، قطع من البلح وقليل من التمر، الابتسامة تعتلى وجهه الملائكى، سنوات رحلته لم تتخطَ العقد الأول بعام أو اثنين، لا أعرفه، لكننى أحفظ ملامحه، يدرك سيارتى، وأنتظر رؤيته، ليس حرصا أن يمنحنى «التمر» للإفطار عليه قبل إدراك مائدة عائلتى الصغيرة فى رحلتى اليومية من العمل للمنزل ولكن حبا فى كلمات نتبادلها، وضحكة طفولية هى بالدنيا وما عليها، بعد 7 أيام رمضانية كنت فيها ضيفا على مائدته وكانت صدقته اليومية أول ما يدخل جوفى، حضر اليوم الثامن وصلت فى موعدى، رفضت التمر من غيره، بحثت عنه فهو صديقى الوفى الذى لم يخذلنى منذ أول مدفع إفطار بين أحضان الشهر الكريم، أدركت غيابه، هنا تحركت ملتمسا لصديقى العذر، وصلت مجددا لنفس الملتقى، لكنه غاب مجددا، بحكم الصداقة بادرت بالسؤال عنه، وهنا حضرت الإجابة الصادمة، مات الولد، لفظ أنفاسه الأخيرة فى نفس المكان، دهسته سيارة مسرعة لم يتحلَ سائقها بصبر هذا الصبى الذى يصبر على تناول الإفطار لينهى مهمته فى إفطار الصائمين، رحم الله صديقا لم أصادفه سوى أسبوع فى رحلتى جاء موته كجرس إنذار يحذرنا جميعا من عقاب توزيع إفطار الصائمين فى شوارعنا وسط زحام السيارات وعلى الطرق السريعة لأن عجلات السائقين لا ترحم.. حقا من الثواب ما قتل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة