الخميس، 29 أبريل 2021 - 11:06 م

منذ 51 عاما وبالتحدي في يوم 4 أبريل عام 1970 وقع أول حادث خروج قطار عن القضبان في العياط ، ما أسفر عن وفاة 8 ركاب وإصابة 47 آخرين.

تحدث مصدر مسئول بهيئة السكك الحديدية عن تفاصيل الحادث وقال: في الساعة الواحدة وعشر دقائق بعد الظهر شعر سائق القطار رقم 160 المتجه إلى أسوان عند الكيلو 57 على كوبري العياط المتحرك بهزة عنيفة فقام فورا على أثرها بربط القطار وأوقفه تماما ومنع وقوع كارثة أخرى، حيث نظر السائق فوجد قطار أخر أمامه به ثلاث عربات خارج شريط السكة الحديد وعربتين في ترعة الإبراهيمية وثلاث عربات مقلوبة، مما أدى إلى تعطل الخط الطالع إلى أسوان والنازل إلى القاهرة.

اقرأ أيضا| الكهان والفلاسفة.. أرواح الموتى تختفي في أزهار الفول

وأحدث هذا الانقلاب كارثة كبرى حيث كان القطار يضم 11 عربة بها أكثر من 900 راكب وقام الكثير منهم بعد وقوع الحادث بالقفز من العربات، فكانت الدماء منتشرة في كل مكان على القضبان وفي الترعة، وعلى الفور تحركت عربات الإسعاف لانتشال المصابين ونقلهم إلى أقرب مستشفى.

والتقت جريدة "الأخبار" يوم 5 أبريل عام 1970، بمجموعة من ركاب القطار الناجين من الحادث:

وكان أولهم منصور الطالب بالسنة الثالثة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر وقال: كنت مسافرا إلى بلدتي "الأشراف البحرية" بمحافظة قنا وكنت في عربة الدرجة الثانية وفجأة حدث خلل واهتزت العربة بسرعة ثم سقطت في الماء وتدخلت العناية الإلهية وخرجت من الترعة ولا أعرف كيف خرجت؟!.

ويحكي ركاب القطار عن ملحمة الإنقاذ التي قام بها كل من تواجد في هذا الحادث المروع ومنها المواطن المصري محمد كامل الذي كسر خشبة عربة الدرجة الثالثة لينقذ أحد المسافرين وكان معلقا من ذراعه بين عربتين.

أما عبد الله عبد الحفيظ الذي كان مسافرا إلى بلدته "ديروط" بعد أن غاب عنها سنتين ليعمل بالإسكندرية يتحدث وهو يشكر الله على نجاته ولا يصدق أنه كتب له أن يعود إلى أهله قائلا: لقد فوجئت بانقلاب العربة التي كنت موجودا بها ولم أجد من متاعي سوى (قفة برتقال ووابور جاز) وضاعت الكسوة التي أحضرتها لأسرتي و15 جنيها كانت معي لكن الحمد لله أني خرجت منها سليم.

أما أحمد آدم فقد كان متجها إلى بلدته الأقصر التي لم يزرها منذ عام ونصف عام قال رغم جروحه المنتشرة في أجزاء متعددة من جسده: أنا أشعر بالارتياح لأنني أنقذت 3 أطفال وأمهم.

وقام محافظ الجيزة بزيارة المصابين في المستشفيات وقدم وزير الشؤون الاجتماعية إعانات عاجلة قدرها 50 جنيها لأسر كل متوفي و10 جنيهات لكل مصاب.

وتحركت أيضا بعد وقوع الحادث أوناش الرفع من القاهرة ومن المنيا لرفع العربات وإخلاء الخطوط تمهيدا لإعادة الحركة نظرا لأهمية هذا الخط حيث يمر عليه 99 قطارا في الاتجاهين وتم على الفور تركيب خط تليفوني في مكان الحادث للاتصال بالجهات المسئولة بالقاهرة وبالأخص مكتب المراقبة المركزية والمحطات القريبة من الحادث لتصريف حركة العمل تحت إشراف موظف مسئول.

ولم تتبين الأسباب الفنية لوقوع الحادث، وأمام اللجنة عدة احتمالات غير مؤكدة ومنها أن يكون قد حدث خلل في روابط القضبان الحديدية على الكوبري أو أن يكون حدث انفصال في عربات القطار فوق الكوبري فخرجت إحدى العربات نتيجة اصطدامها بالعربة الأمامية عن القضبان، وستواصل اللجنة الفنية عملها لتحديد السبب المباشر لانقلاب القطار عند كوبري العياط.

 وتوالت بعد هذا الحادث الكثير من حوادث القطارات في العياط وغيرها من المدن والمحافظات.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم