الجمعة، 07 مايو 2021 - 01:07 م

احتفظ الضاحك الباكي نجيب الريحاني ببصمة كبيرة في المسرح العربي والسينما العربية، ولقب بـ"زعيم المسرح الفُكاهي"، فاستطاع أن يبتكر لنفسه نوع من الكوميديا السوداء يجعل الجمهور يضحكوا من مآسيهم فكان يؤمن بأن شر البلية ما يضحك.

كان الريحاني عاشق للفن وبسبب عشقه للفن مات مفلسا، وبعد وفاة الضاحك الباكي بثلاث أيام انفردت جريدة أخبار اليوم بزيارة منزله مع موظف إدارة التركات في 11 يونيو عام 1960، وبمجرد دخولهم وجدوا "ريتا" هي المخلوقة التي دخلت قلب الريحاني ولم يخرج هو من قلبها.

و"ريتا" ما هي إلا كلبة من نوع الوولف تقول المحررة إن في نظراتها الحزن الشديد على سيدها الذي كان يدللها في بيته وفي المسرح، فقد كان الممثلون يقدموا لريتا قطعة شوكولاتة أو عظمة حتى تسمح لهم بدخول غرفة الريحاني في المسرح، فكانت صديقته وحبيبته وماتت بعد فترة قصيرة من وفاة الريحاني كأنها لم تستطع العيش في الوجود بدونه.

ففي حوار سابق له قال الريحاني إنه يحب اقتناء الكلاب الألمانية من نوع الوولف مثل ريتا صفاتهم المشتركة مع الذئاب لكن ريتا هادية ووديعة وتخاف من القطط وكان يبحث لها على عريس بمواصفات معينة.

وعندما ضحكت المحررة قال الريحاني لها: "طب خدي شروط العريس السعيد الحظ أولا أن يكون هادئا مثلها، ثانيا أن يكون قنوع مثلها، ثلاثا أن يكون من فصيلة الوولف مثلها، رابعا ألا سرق شيئا من بيتنا ولا مانع من سرقة الجيران وأطلق  ضحكة عالية".

كما كتب الريحانى مقالة لوفاة كلبته قال: "الأنثى الوحيدة التي تعرف الوفاء والإخلاص، لأنها أعز مخلوق لدى وأقرب صديقاتي إلى قلبى، كلبتى حيوان أتحدث إليه، يفهم ما أريد أكثر من أي إنسان، هي أليفتي في المنزل، وصديقتي في الشارع وزميلتي في العمل، تشاركني في التمثيل ولا تتعبني في إخراج دورها، فهي تجيده ولا تنساه ولا تتأخر عن موعد العمل، ومن هنا كانت هي الممثلة الوحيدة التي أبقيت عليها من أفراد فرقتي وعندما سافرت إلى لبنان فارقتها لأول مرة في حياتي".

وأضاف: "وقد أصيبت بمرض من جراء حزنها العميق، وكنت أراها كثيرا في المنام وبعد عودتي لم تكد تراني بعد غيبة حتى وقفت بعيدة عني، وهي التي كانت تتحرق شوقًا إلى لقائي، واغرورقت عيناها بالدموع وكأنها تقول: إخس عليك يا خاين العيش والملح، وفى الأيام الأخيرة اعتدت ألا أتركها لحظة، إذ أنها لا تزال فى أيام الحداد على فقيدها وفلذة كبدها الكلب “شكل”، لا رحمه الله مطرح ماراح فقد كان عفريتا في صورة كلب".

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم