صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين


فكرتى

البطالة تقصف العمر!

أخبار اليوم

الجمعة، 07 مايو 2021 - 07:13 م

أحيلت صديقتى «المدير العام» إلى المعاش لبلوغها سن الستين، بعد أن رفض ولاة الأمور التجديد لها بالرغم من كفاءتها وأمانتها. 
عادت إلى بيتها تطبخ وتعيد تنظيم المنزل وترتب الخزانات. بعد شهر شعرت باكتئاب،  وبدأت الخلافات  تشتد بينها وبين زوجها الذى سبقها إلى الخروج على المعاش. وجدت الأبناء مشغولين  مع أبنائهم وأزواجهم. كل من حولها تعودوا على غيابها، ولم تستطع أن تفسح لها مكانا بينهم! 
فكرت أن تلتحق بعمل ولكنها وجدت كل الأبواب مسدودة. فاستأجرت مكتبا فى غرفة صغيرة،  لتقرأ الصحف وتستقبل  صديقاتها وتتحدث فى المحمول.. لكنهابعد فترة ضاقت بهذه الحياة، وملّتها!
جاءتها فرصة عمل كمستشارة لرجل أعمال. بدأت العمل بمرتب صغير، أخذ يكبر ويكبر بعد أن أثبتت نفسها.  بعد حوالى خمس سنوات وجدت أن رصيدها فى البنك قد ارتفع، وحمدت الله أنهم أحالوها للمعاش، ورفضوا أن يجددوا مدة خدمتها. فلو كانوا قد جددوا لها خدمتها لظلت فى وظيفتها سنوات وخرجت غير قادرة على أن تجد وظيفة تلائم ظروفها وسنها فى ذلك  الوقت! فأرسلت خطاب شكر للمسئول الذى أحالها إلى المعاش، وبدأت تفكر بالاستعانة بعدد من الشباب الأكفاء ليساعدوها فى إتمام عملها بالشكل المتطور الذى يتماشى مع تطورات العصر.. وحققت بذلك كل طموحاتها التى لم تحققها فى الوظيفة والمنصب!
البطالة تقصف العمر والعمل يطيله!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة