الجمعة، 07 مايو 2021 - 07:15 م

يطرح الدكتور محمد شومان فى الفصل الأول من كتابه «مستقبل الإخوان فى مصر» أسباب فشل محمد مرسى فى حكم مصر، حيث خرج ملايين المصريين إلى الشوارع والساحات للمطالبة بعزله وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
لكنه رفض الإذعان لصوت الشعب مما دفع الشعب للإطاحة به، ومن بين هذه الأسباب أن مرسى لم يكن رئيسا لكل المصريين، وكان يأتمر بقرارات ورؤية مكتب الإرشاد الإخوانى دون مراعاة لثوابت الدولة، وفى مقدمتها الحفاظ على ثوابت الدولة والوحدة الوطنية ومقتضيات الأمن القومي. لم يكن لدى جماعة الإخوان رؤية واضحة لحكم مصر، ولم تكن قادرة على تجسيد قيم الحداثة والدولة المدنية. أسفرت ممارسات الجماعة عن تناقضات عديدة مثل الادعاء بأن حكم الإخوان سيقوم على المشاركة لا المغالبة، والتناقض بين الالتزامات الوطنية والسعى لاستعادة دولة الخلافة، والاستخدام المزدوج للشرعية الثورية والشرعية القانونية، والتسرع فى مشروع التمكين أو الأخونة للدولة والمجتمع، والفشل فى مواجهة تحديات الأمن القومى فى سيناء والسد الإثيوبي. ويعرض الفصل الثانى من الكتاب للرؤية الإخوانية للإعلام والفشل فى التأثير على الرأى العام المصرى بعد ثورة ٣٠ يونيو، والاعتماد على الدعاية وتأويل الحقائق والتلاعب بالعقول. ويستعرض المؤلف فى الفصل الثالث مستقبل جماعة الإخوان فى مصر، واعتمد فى ذلك على منهجيات الدراسات المستقبلية من خلال طرح أربعة سيناريوهات محتملة والمسارات الفرعية لكل سيناريو باستخدام منهجية تحليل الخطاب النقدي، والمنهج التاريخي. يفترض السيناريو الأول انقسام الكيان التنظيمى لجماعة الإخوان إلى تنظيمين متنافسين يتصارعان على مشروعية تمثيل الإخوان. ويفترض السيناريو الثانى انهيار جماعة الإخوان بشكل فوضوى واختفاء الجماعة على المستويين الدعوى والسياسي، ويطرح السيناريو الثالث بقاء الجماعة بشكل رمزى وغير فعال، ويرى السيناريو الرابع انقسام الجماعة وتشظيها إلى عدد من الجماعات المتصارعة. ويطرح الفصل الرابع رؤية المؤلف فى مواجهة أيديولوجية الإخوان من خلال التأكيد على مدنية الدولة، وعدم الخلط بين العمل الدعوى والعمل السياسي، وحظر تأسيس أحزاب على أساس ديني، وترسيخ قيم التعدد والتنوع واحترام الآخر وإعمال العقل، وتعزيز سياسة الدولة فى محاربة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة لتغيير البيئة الحاضنة التى كانت تنشط فيها جماعة الإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسي.