السبت، 08 مايو 2021 - 07:36 م

حريةُ الرأى والتعبيرِ حقٌ أصيلٌ من حقوقِ الإنسانِ حسبما تنصُ المواثيقُ العالميةُ، وقد أكَدَ الدستور ُ المصرى على هذا الحقِ فى المادةِ ٦٥ التى تنصُ على أن حريةَ الفكرِ والرأى مكفولةٌ ولكلِّ إنسانٍ حقُّ التعبيرِ عن رأيِه بالقولِ أو الكتابةِ أو التصويرِ أو غيرِ ذلك من وسائلِ التعبيرِ والنشرِ.
من يتلمسُ الصوابَ لا يخشى الرأى، إنما الضعيفُ هو الذى يحاربُه بالقراراتِ المُتعسفة التى حتمًا تنقلبُ عليه. لولا وسائلُ النشرِ من صحافةٍ حُرةٍ وإعلامٍ حقيقى ووسائلِ تواصلِ ما ظهرَ المَخفي، وكم من أخطاءٍ وعيوبٍ كشَفَها العَلنُ. ما أكثرَ المخالفاتِ والجرائم التى يتعذرُ عِلمُ الأجهزةِ الرقابيةِ بها دون نشرٍ.
الإدارةُ الذكيةُ تنفتحُ على كلِّ الآراءِ، خاصةً فى الجامعاتِ، حيث يُفترضُ العقلُ والمنطقُ والعِلمُ. الإدارةُ لا تعنى احتكارَ الذكاءِ والمفهوميةِ فى بيئةٍ زاخرةٍ بالعلماءِ وأصحابِ الخبرةِ والمكانةِ. لا يُعقَلُ إهدارُ مكانةِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ بقراراتٍ وممارساتٍ لا مصلحةَ للمجتمعِ الجامعى فيها.
لماذا اللجوءُ للنشرِ ووسائلِ التواصلِ؟ الإجابةُ بديهيةٌ. اِنسدادُ قنواتِ الاتصالِ بين الإدارةِ والعاملين، التعسفُ فى القراراتِ ورفضُ أى آراءٍ مخالفةٍ ولو استهدَفَت صالحَ العملِ، الانغلاقُ والشلليةُ، النرجسية والممارساتُ الجوفاءُ التى تستهدفُ الظهورَ والتصعيدَ. كم من إداراتٍ صُعدَت ثم انكشَفت حقيقةُ مساوئها.
من سوءِ الفِطنِ التوهمُ أن الليلَ ستّارٌ وأن تكميمَ الأفواهِ والآراءِ سترٌ للعيوبِ والأخطاءِ. من مصلحةِ الدولةِ أن تظهرَ للعلنِ خطايا إداراتٍ تزعمُ أنها الكمالُ كلُه. كشفُ المستور عدوُّ الإداراتِ المتواضعةِ فكرًا وأداءً.
>>>
فقدَت كليةُ الهندسةِ بجامعةِ عين شمس الدكتور/ أحمد سالم الصباح أحدَ العمالقةِ الذين ساهموا بجدِّهم وكَدِّهم الحقيقيين فى بناءِ اسم هندسة عين شمس. ‏بجانبِ التَميُّز خُلقًا وعِلمًا ورأيًا كأحدِ أكبرِ أساتذةِ الهندسةِ الميكانيكيةِ فإنه - رحمةُ الله عليه- كان عضوًا بمجمعِ اللغةِ العربيةِ، ‏وكان مفتاحَ دخولى إليه خبيرًا فى الفترة ٢٠٠٦-٢٠١٢، حيث أتمَمنا الإصدارَ الرابعَ من مُعجمِ مصطلحاتِ الحاسباتِ. التاريخُ واللغةُ ركيزتا الهويةِ الوطنيةِ، أدام الله مجمعَ اللغةِ العربيةِ منارةً لها.