فتحي عفيفي ٠٠ التلقائي
فتحي عفيفي ٠٠ التلقائي
الثلاثاء، 11 مايو 2021 - 10:32 ص
كتب :فتحي عفيفي
ثمة صورة عن العامل الصناعي، انطبعت في أذهاننا منذ الطفولة، بسبب الرسومات التي تظهره ذكرا ضخم الجثة مفتول العضلات يرتدي أفرولا أزرق اللون ويقبض بيده على مفتاح معدني ضخم!
هذه الرسومات لعمال المصانع، ستجدونها بخطوط مختلفة في كل الدول والثقافات تقريبا، ذلك أنها ترى العامل في صورته الوظيفية ونشاطه العضوي، لا على صورته الإنسانية في حياته خارج المصنع، وفي علاقاته الاجتماعية وتفاعلاته مع الآخر.
لكن فتحي عفيفي فعل هذا، وأعاد تقديم العامل في لوحاته كبروفايل مفعم بالإنسانية بعيدا عن البوسترات التمجيدية للدور وليس للإنسان وروحه.. الروح التي يعلمها فتحي عفيفي جيدا منذ أن كان عاملا بداية من عام 1968 وقبل يترك المصنع والعنابر والماكينات بداية الثمانينيات، ويتفرغ تماما للفن.
وفتحي عفيفي فنان تلقائي، بدأ الرسم قبل أن يدرسه في قسم الدراسات الحرة بكلية الفنون الجميلة في السبعينيات، وتلقائية فتحي عفيفي لا تعود إلى كونه لم يدرس الفن بالمعنى الأكاديمي، بل لأنه قدم حياة الفقراء والعمال كما هي، على تلقائياتها وببساطتها المدهشة ومكامن الجمال فيها، دون فجاجة الخطابة أو تمجيد النموذج، مستخدما في ذلك ألوان وخامات غاية في البساطة، لكنها تنطق بروح الفنان.
ولد فتحي عفيفي في القاهرة عام 1950، وعاش حياته في حي السيدة زينب وهي الحي الحاضر دائما بتفاصيله في أعمال فتحي الفنية. حصل على دبلوم المدارس الصناعية وانضم للعمل بالمصانع الحربية منذ عام 1968، لكنه وبعد سنوات قليلة قرر أن يدرس الفن والتحق بقسم الدراسات الحرة بكلية الفنون الجميلة، ومن بيئته وحياته العملية، أطلق فتحي عفيفي صيحته الفنية ليقدم حياة الطبقة العاملة المصرية على الماكينات وفي شققهم البسيطة، في اجتماعاتهم سمرهم، وفي جلساتهم الحميمية.
ومنذ عام 1984، شارك فتحي عفيفي في العديد من المعارض الفنية الجماعية داخل وخارج مصري، وأقام العديد من المعارض الفردية منها معرض شتاير مارك في النمسا عام 1948، ومعارض فردية في أتيليه القاهرة أعوام 86، و88، 90، و92، و94، و99.
وفي معارضه الأخيرة، ركز فتحي عفيفي أكثر على تيمة الأعمال التي تتناول حياة الطبقة المصرية، فأقام معرض زالكادحونس عام 2015، ومعرض زعودة إلى المصنعس عام 2016، ثم معرض زدنيا فتحي عفيفيس في فبراير العام الماضي 2020، وفي المعرض الأخير، استدعى فتحي عفيفي مفرداته الفنية على مدار خمسين عاما، ليقدمها لجمهوره وهو يحتفل ببلوغ السبعين.. متعك الله بالصحة وطول العمر أيها الفنان التلقائي.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة