الخديوي إسماعيل
الخديوي إسماعيل


الخديوي «إسماعيل».. يلعب عشرة طاولة بعد خلعه عن العرش 

نسمة علاء

السبت، 15 مايو 2021 - 09:17 ص

الخديوي إسماعيل خامس حكام مصر من الأسرة العلوية وذلك من 18 يناير 1863 إلى أن خلعه عن العرش السلطان العثماني تحت ضغط كل من إنجلترا وفرنسا في 26 يونيو 1879،  في فترة حكمه عمل على تطوير الملامح العمرانية والاقتصادية والإدارية في مصر بشكل كبير ليستحق لقب المؤسس الثاني لمصر الحديثة بعد إنجازات جده محمد علي باشا الكبير.

وأهدى صديق لمجلة "أخر ساعة" كتاب ترجم منه كيف تلقى الخديوي إسماعيل خبر خلعه عن العرش وتم نشره في 12 مايو 1935، والكتاب بالإنجليزية وعنوانه "الخديويون والباشاوات" ولم يكتب المؤلف اسمه واكتفى بأن وضع على الكتاب هذه العبارة "بقلم رجل يعرفهم جيدًا"، والمعتقد أن هذا المؤلف هو مستر "موبرلي بل" وقد أشار إلى ذلك مستر بلنت في كتابه "التاريخ السري للاحتلال".

اقرأ أيضا : في أول عمل .. لماذا خطف نور الشريف الأضواء من أشرف عبدالغفور؟

- كيف تلقى الخديوي إسماعيل خبر خلعه؟

في السادس والعشرين من شهر يونيو عام 1879، حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحًا كانت تجري حوادث عجيبة في قصر عابدين بالقاهرة.

ففي الطابق العلوي كان الخديوي إسماعيل باشا يعارض في شدة مندوب إحدى الصحف وقد جاءه يحاول حمله على التنازل عن العرش ليتفادى العزل الذي كان لابد منه.

والتفت الخديوي إلى الصحفي يقول: أقول لك إنه لم يصدر في أمري قرار بعد ولست أنكر أننا على شفا قرار خطير، ولقد وصلتني برقية من "إبراهام بك" وكيلي في الأستانة وهو يقول أن الأمر لن يستقر على شيء معين قبل اجتماع مجلس السلطان في الساعة الرابعة بعد ظهر اليوم فلو أنك جئت لتناول الغذاء معي وننتظر البرقية معًا.

وفي هذا الوقت كان ثمة اضطراب وفزع حل بالدور الأسفل، إذ كان الوزراء ورجال البلاط منهمكين في تقليب برقية وصلت إلى القصر وقد كتب عليها: "إسماعيل باشا، خديوي مصر السابق"، وما من يد أمسكت بهذه البرقية إلا وأفلتتها على عجل كأن بها نارًا لاذعة.

وأخيرًا أقبل شريف باشا وكان رجلا صريحًا لا يهاب شيئًا، ثم حمل البرقية ودخل على إسماعيل باشا الذي شحب وجهه حينما قرأ محتويات البرقية وأغمض عينيه لحظة ثم فتحها وردد هذه الكلمات وهي نص البرقية: "عليكم أن تطيعوا صاحب الجلالة بتسليم الخديوية إلى محمد توفيق خديوي مصر".

وطوى إسماعيل البرقية ثم التفت إلى شريف باشا وقال: ابعثوا في طلب حضرة صاحب السمو توفيق باشا في الحال، وفي نفس هذا الوقت كانت برقية أخرى قد وصلت إلى سراي الإسماعيلية حيث كان توفيق يقيم في سكون وعزلة وقد حملت البرقية العنوان الآتي: محمد توفيق "خديوي مصر".

ولقد آثار ورودها منافسة حول شرف حملها إلى الخديوي الجديد، ومن هنا يتضح أن توفيق قد علم بهذا النبأ قبل أبيه بقليل، وبعدها وصل شريف باشا إلى سراي الإسماعيلية ووقتها كانت عربة توفيق باشا مجهزة لدى الباب فركبها الرجلان معًا وذهبا إلى سراي عابدين.

وأثناء الطريق أطلع توفيق على البرقية التي بعثها إليه السلطان وهنا قال شريف باشا: على سموكم أن تتخذوا الإجراءات اللازمة للمناداة بأنفسكم خديويًا على مصر بعد ظهر اليوم في القلعة.

وعن استقبال توفيق في سراي عابدين ترامت التلميحات عن انتقام إسماعيل من الابن الذي دب في قلبه الكره له، وكان إسماعيل ينتظر في القاعة الشمالية الطويلة وقد جلس صامتًا مفكرًا في طرف الغرفة.

وعندما تم فتح باب الغرفة وقف وسار من مكانه ليقابل توفيق، ورفع إسماعيل يد توفيق إلى فمه وقال: إنني أحي أفندينا.

ثم وضع يديه فوق كتفي توفيق وقبل خديه وهو يقول: وأدعو الله أن يكون أكثر توفيقًا من أبيه.

وغادر إسماعيل الغرفة دون أن يتفوه بكلمة أخرى وذهب إلى الحريم، وبقي توفيق الأول خديوي مصر واقفًا في الغرفة وحده.

وقال الكاتب أنه رأى إسماعيل باشا بعد ساعتين من وقوع الحادث وقال له: "ليس في استطاعتي أن أذهب إلى حفلة الخديوي الجديد ظهر اليوم ولست أظن أن أحدًا يقول بهذا، ولكنني سوف أكون أول من يقيد اسمه في دفتر تشريفات عاهل مصر الجديد بهذا، والآن هيا لنلعب عشرة طاولة"!!

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة