أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

العدوان الإسرائيلي.. رؤية مصرية

أسامة عجاج

الأحد، 16 مايو 2021 - 08:29 م

تابعت بوستات لأشخاص كثر، يتم حسابهم على أنهم نخب أو إعلاميون، حول العدوان الاسرائيلي الأخير على الشعب الفلسطيني، حيث حفلت بترديد اكاذيب مفضوحة ليس لها أى أساس من الواقع والتاريخ القريب، مثل بيع الفلسطينيين لأراضيهم، او محاولة ادخال مصر فى معادلة الأزمة، بعيدا عن دورها التاريخى فى الدعم المتواصل لحق الشعب الفلسطيني فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، حتى تعامل معها العالم على انها الراعى الإقليمي المقبول دوليًا للقضية الفلسطينية، والأخطر هو تحميل المجنى عليه، وهو فى هذه الحالة الشعب الفلسطيني- مسئولية الرد على ظلم الجاني، وهو إسرائيل - وتمثل عملية خلط أوراق خبيثة ومقصودة، ومن ذلك أيضا التشكيك فى قدرات المقاومة الفلسطينية فى احداث نوع من التوازن فى معادلة الصراع، واستخدام تعبيرات مثل «صواريخ فشنك» و«لعب أطفال»، وأعتقد ان الأمر يحتاج منا إلى مناقشة هادئة لمثل هذه الترهات فى عجالة.

اولا: فيما يخص الدور المصري، فالحمد لله ان مصر الدولة الرسمية اكثر إدراكًا لدورها ومسئوليتها، وتعى تماما ان المنطقة من شمال سوريا فى طرطوس مرورًا بالطبع بفلسطين، تمثل أمنا قوميا لمصر، وهذا ما أكدته حقائق الجغرافيا ووقائع التاريخ، حيث صاغت موقفها منذ البداية بوضوح لا لبس فيه، عبر عنه الوزير سامح شكرى فى كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، ويمكن الرجوع اليها لمن يرغب، كما اتخذ الدور ابعادا دبلوماسية، واتصالات مع العديد من دول العالم، لوقف العدوان، وكذلك معالجة آثاره الإنسانية، بفتح المستشفيات أمام علاج المصابين من القطاع، ولم يكن مطروحًا ابدأ من أى جهة، تدخل غير ذلك.

ثانيا: الترويج لسيناريوهات ساذجة، من نوعية مخطط إسرائيل باستمرار غاراتها على القطاع، لدفع سكانه إلى الرحيل إلى سيناء، المرشحة وفقا لذلك الهوس الفكري لتكون دولة فلسطينية بديلة، يا سادة مصر ليست دولة من «جمهوريات الموز» لتقبل بمثل هذا العبث بحدودها، المستقرة منذ آلاف السنين، كما ان مثل هذه المخططات لم تغادر اذهان أصحابها، وماتت ودفنت مع صفقة القرن، كما ان اى فلسطينى لن يقبل بأى مكان بديلا عن ارضه وشعبه، وكلنا نتذكر ما حدث فى الماضى القريب فى عدوان ٢٠٠٨، عندما سمحت مصر بدخول الفلسطينيين لاعتبارات إنسانية، إلى شمال سيناء ولم يبق فلسطينى واحد هناك، بعد عودة الهدوء وانتهاء العدوان.

ثالثا: لا أرى أى منطق أو عقل أو مبرر، للذين يحاولون التقليل من النتائج المهمة للتطور النوعى فى أسلحة المقاومة، فمع الوضع فى الاعتبار ان هناك فرقا بين قدرات جيش نظامي، بحجم جيش الاحتلال الاسرائيلي، وبين إمكانيات جماعات المقاومة الوطنية، فانها وبكل المقاييس حققت تقدما نوعيا، ظهر فى الوصول بالصواريخ إلى المدينة الأهم تل ابيب، وفرضت على سكانها البقاء فى المخابئ، كما توقف العمل فى مطار بن جوريون، وتحويل الرحلات الدولية إلى مطار رامون فى إيلات، وضرب مخازن وقود فى ميناء أشدود، ووقف العمل فى مشروع خط الغاز فى عسقلان، علينا ان نفخر بتلك الإنجازات التى كشفت هشاشة القدرات العسكرية الاسرائيلية، وتهاوى مشروعها القبة الحديدية، وانهيار فكرة قيادة إسرائيل للمنطقة، أو قدرتها على حماية منطقة الخليج من المخاطر الإيرانية.

رابعًا: الترويج لفكرة ان دخول المقاومة على الخط انهى تعاطف العالم مع سكان حى الشيخ جراح، أو الاعتداءات التى تمت على المصلين فى المسجد الأقصى، وعلى عكس ذلك لم يتحرك العالم سوى مع بدايات انطلاق صواريخ المقاومة، على مدن إسرائيل، خاصة ان العدوان بدأ منذ أسابيع، وسط تخاذل وصمت دولى.

خامساً: التباكى والتعاطف المزعوم مع الضحايا المدنيين فى القطاع، وتحميل المقاومة مسئولية ذلك، يا سادة.. الفلسطينون شعب مقاوم، تعرض لأكثر من عدوان على قطاع غزة، خلال الفترة فى ٢٠٠٨ و٢٠١٢ وكذلك فى ٢٠١٤ حيث صمدت غزة اكثر من ٥٠ يوما، وتكرر الأمر فى ٢٠١٩، وهو يعرف انه سيدفع أثمانا غالية، من حياة مواطنيه وامكانياته المحدودة، باعتبار ذلك هو الطريق الوحيد لنيل حريته وحقه فى إقامة دولته المستقلة، فمن يجد لديه القليل من الدعم، حتى ولو بالدعاء، فليفعل، وإذا كان غير ذلك، فعليه أن يصمت.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة