سمير غانم.
سمير غانم.


وداعا سمورة.. ضحكة الفن العربى

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 20 مايو 2021 - 09:06 م

بقلم: هيثم وحيد

كما كان هو الضحكة التى طالما رسمها على شفاه محبيه.. فهو اليوم سبب بكائهم ودموعها..انه يوم حزين يعيشه الفن العربى..

فقدت الأمة العربية واحدا من أهم إن لم يكن الأهم فى رسم الضحكة على شفاه جمهور الفن العربى..غادر دنيانا الفنان سمير غانم.. الذى لم ولن تجد أحدا كبيرا أو صغيرا من المحيط الى الخليج إلا وأن أحبه بل وعشقه..عشق فنه..حفظ افيهاته وقلد حركاته..لن تجد احدا إلا واضحكه سمورة وازاح من قلبه اى غمة..فهو كوميديان من طراز فريد..مختلف..كان احد اهم عناقيد فن الكوميديا فى تاريخ مصر الذى بدأ بنجيب الريحانى وعلى الكسار ثم اسماعيل ياسين وصولا الى سمير غانم الذى اصبح ضحكة الفن الاصيل.

سمورة فيلم كبير ومهم فى تاريخ الفن المصرى والعربى وكان لى الحظ إننى التقيته فى احد مشاهد هذا الفيلم العظيم حيث كان من المفترض ان يشارك فى بطولة اول فيلم سينمائى من تأليفى والتقيت معه انا ومنتج الفيلم الاستاذ عبدالواحد العشرى فى احد فنادق الدقى وعرضنا عليه فكرة الفيلم واعجب جدا بالدور وبالفيلم ككل ومع مرور الوقت فى جلستنا نسينا اننا اتينا لعرض فيلم عليه ودارت معه الاحاديث والحواديت التى استمرت لاكثر من ثلاث ساعات وطبعا لانه سمورة كانت القعدة كلها ضحك وافيهات وموضوعات ساخرة ومر الوقت الذى لم نشعر به ونحن فى حضرة اهم كوميديان فى مصر واطيب انسان قابلته فى حياتى لايمكن وانت جالس معه إن يشعرك بنجوميته..فقط تشعر معه بالاب والاخ والصديق الذى لاتريد ان تترك جلسته وتنهى اللقاء فانت مستمتع به ومعه وبحكاويه وطيبته..ومع تأخر الوقت اضطرينا انا وعبد الواحد ان ننصرف وقد اتفقنا على موعد ثانى لتوقيع عقد الفيلم ..وكنت متشوق ان تمر ساعات اليوم لأعود واجلس فى حضرة هذا العملاق فنا وخلقا..ولكن مع اقتراب الموعد جائنى تليفون من صديقى المنتج وابلغنى ان أحد أصدقائه توفى فى السويس ولانه متواجد مع اسرته فى السويس سيتم تأجيل الموعد مع الفنان الكبير سمير غانم..فكانت صدمة لى ليس لوفاة صديق صديقى بل لعدم لقائى بسمورة الحلم الذى كنت فقط اتمنى ان أصافحه مجرد مصافحة باليد فكيف واننى جلست معه ساعات وسمعت منه احلى كلام..والاهم كلامه عن فيلمى الذى وجدت انها شهادة تقدير من كوميديان لا مثيل له ولن يتكرر.

للأسف مرت ايام وأسابيع واتكسفنا انا والمنتج ان نكلمه مرة اخرى ظنا من انه ممكن يصدنا بعد أن طال الوقت..ولكن كان ظننا خطأ لاننا بعد تصوير الفيلم وعرضه التقى المنتج بالنجم الكبير فنا وإنسانيا فى احد الاحتفالات وتذكره سمورة وكان المنتج خجلا منه بل وخائفا من تقع عينيه بعين سمورة الذى ناداه وداعبه بحب وطيبة وباخلاق الكبار عامله وقال له ان دى كلها ارزاق وكل دور ينادى صاحبه وعامله معاملة الاب..وكاد صديقى يبكى وهو يحكى لى عن عظمة هذا الفنان الكبير وقلبه الطيب..رحم الله الفنان الكبير..وصبر أهله وكل محبيه من المحيط الخليج..رحم الله الفنان الذى يصعب تعويضه فى فنه إنسانيته.

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة