كليوباترا الثانية
كليوباترا الثانية


صراع البطالمة على حكم مصر

«بطليموس الأصغر» تزوّج أرملة أخيه.. وقتل ابنها فى ليلة «الدُخلة»!!

إيهاب الحضري

الأحد، 23 مايو 2021 - 08:23 م

هل يمكن أن تُصبح امرأة «ضُرة» ابنتها؟ الإجابة تكشف عن واقعة حقيقية, حدثت فى العصر البطلمي, ولم تكن هذه العلاقة هى الوحيدة التى تتسم بالغرابة. فالابنة تزوجّت خالها وأصبحت ضُرة أمها فى وقت واحد!! وبطبيعة الحال يُمكن تخيّل سلسلة من العلاقات المُربكة, عندما تُثمر هذه الزيجات المعقدة عن أبناء. دعونا نرجع بالزمن أكثر من ألفى عام, لنفهم ما كان يحدث فى زمن البطالمة.
إنها مرحلة عجيبة فى تاريخ مصر. أبطالها ليسوا مصريين, لكنهم حكموا البلاد وحاولوا التطبّع بسمات أبنائها. شخصيات هذه القصة تتمثل فى رجلين اسم كل منهما بطليموس, وامرأتين باسم كليوباترا! تختلفان عن كليوباترا السابعة التى خلّدتها السينما. حملت السيدتان لقبى الثانية والثالثة فى قائمة ملكات اسم كل منهن.. كليوباترا.

فى كتابه «ملكات مصر»، يذكر عالم الآثار الكبير ممدوح الدماطى أن كليوباترا الثانية تزوّجتْ أخاها بطليموس السادس. وهو أمر كان معتادا فى ذلك الزمن البعيد، للحفاظ على نقاء الدماء الملكية! بدأ الرجل حُكمه بسلسلة من الأزمات، وخاض معركة حربية مع السوريين جرتْ فى منف، وهى عاصمة مصرية قديمة تقع حاليا على بعد 20 كيلومترا جنوب الجيزة. بعد هزيمته وافق بطليموس على الصُلح بشروط مُخزية، اعترض عليها المصريون وكرهوا شخصيته الضعيفة، وتصاعدتْ حدة الأمور فى الإسكندرية التى كانت عاصمة البلاد فى تلك الفترة. ثار أهلها وقرروا تنصيب أخيه الأصغر بطليموس الثامن، صاحب الشخصية الأقوى والأخلاق الأسوأ. وهكذا أصبح لمصر ملكان، الأول يحكم فى منف حيث تعرض للهزيمة، والثانى بالإسكندرية.
بعد فترة اضطراب، تم الاتفاق على حُكم ثلاثى يجمع» الأخوين بطليموس» مع كليوباترا الثانية، التى ساهمت فى استقرار الأوضاع بينهما لخمس سنوات. ثم خرج بطليموس السادس لإخماد ثورة فى الصعيد، وعاد مُنتصرا لكنه لم يستطع دخول الإسكندرية، لأن بطليموس الأصغر استغل الفرصة وخلعه. هنا تدخلت روما عاصمة الإمبراطورية القوية، وقسّمت الحكم بين الأشقاء الثلاثة، فجعلت «السادس» يحكم مصر وقبرص مع زوجته كليوباترا الثانية، بينما منحت» الثامن» حُكم برقة فى الغرب.
بعد سنوات، مات بطليموس السادس فى معركة حربية، وترك طفلا جلس على العرش وحمل اسم بطليموس السابع، وكانت أمه كليوباترا الثانية هى الوصية عليه، بدعم من النبلاء واليهود، وبطبيعة الحال تجدّدت طموحات الأخ بطليموس الثامن فى السلطة، وكان أهالى الإسكندرية يدعمونه، لأنهم يرغبون فى حاكم قوي، فضلا عن كراهيتهم لليهود. أدركتْ كليوباترا أن الأمور ليست فى صالحها، فوافقت على الزواج من شقيقها المتمرد، على أن يتولى رعاية الملك الابن، لكنه سرعان ما قتل الملك الطفل بطليموس السابع. يذكر البعض أن الأخ الشرير ارتكب جريمته أمام الأم يوم زفافه عليها ثم دخل بها! لكن الدكتور الدماطى يُرجّح أن القتل وقع بعد فترة من الزواج، اعتمادا على أدلة أثرية.
بعد فترة، شهد القصر الملكى تصاعدا دراميا حادا. فقد تعمّد بطليموس الثامن إذلال كليوباترا الثانية وتزوّج من ابنتها، وهكذا ظهرت كليوباترا الثالثة فى سياق الأحداث، ويبدو أن هناك مضايقات عديدة صاحبت هذا التحوّل، وربما تكون الزوجة الجديدة قد نسيت أن«ضُرّتها» ليست سوى والدتها، وبدأت تتعامل مع أمها بـ«كيد النسا» المعروف. المهم أن الشعب تعاطف مع «الثانية»، ومن جديد انقسمت البلاد لقسمين، وتم إبرام صلح سياسي، واشترك بطليموس الثامن والملكة الأم وابنتها فى حُكم مصر!.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة