الأحد، 30 مايو 2021 - 09:54 ص

في الستينيات كانت ليلى مراد تعتذر عن الغناء في التليفزيون لأنها لا تريد أن تغني ألحانا عادية ولكنها تريد أن تقدم أوبريتات، وكانت في خلاف دائم مع الإذاعة لأن الإذاعة تريد أن تقدمها في أغنيات تستغرق كل منها تسع دقائق وكانت ليلى تريد أن تقدم الأغنية في خمس دقائق أو أقل فقط.

كانت ليلى ترى أن المستمع لا يستطيع بعد انتشار التليفزيون أن يجلس بجوار الراديو ليستمع إلى أغنية تستغرق 9 دقائق، وقالت: إنني أخدم الإذاعة بهذه الفكرة، ولكنهم لا يريدون أن يفهموا أننا في عصر السرعة والناس ليس لديها الوقت ولا الصبر لسماع أغاني طويلة.

وبدأت حوارها مع محرر مجلة آخر ساعة في 18 أبريل عام 1962 أنها منطوية بطبيعتها ولا تحب أن تخرج إلى الشارع كثيرا فمظهرها يثير أسئلة كثيرة تجعلها في غاية الحرج، فكل من يقابلها يسألها أين أنت؟ أو لماذا اعتزلت الفن؟ أو متى سنراك على الشاشة؟.

اقرأ أيضا| أنور وجدي عن ليلى مراد: "إيه التماحيك وشغل الستات ده"

ولقد وجه إليها المحرر هذه الأسئلة:

- هل المنتجون هم السبب عن عدم ظهورك في أعمال فنية؟

لن يرضى الجمهور بعد أن احتجبت طول هذه المدة أن أقدم له شيئا لا يعجبه، ولقد تعاقد معي رمسيس نجيب على تمثيل قصة "دعني لولدي" لإحسان عبد القدوس ثم توقفت لأسباب لا أعرفها وكانت ستشترك معي فاتن حمامة وعماد حمدي، كما اتفقت على تمثيل فيلم "أضواء المدينة" الذي مثله شارلي شابلن ودفع لي المنتج 1000 جنيه وتوقف هو أيضا.

- من هي الممثلة التي ترشحينها لأدوارك؟

من ناحية التمثيل شادية، ولكن من ناحية الصوت فكثير من المطربات يقلدون صوتي.

- من الذي علمك الغناء؟

والدي.. لقد بدأت أتعلم الغناء وأنا طفلة في مدرسة الراهبات، وبدأ والدي يعلمني الغناء القديم والتواشيح ولم أكن أتوقع أن أقف على المسرح لأغني فقد كان أملي كأي فتاة أن أتزوج وأنجب أطفالا، ولكن والدي حاول إقناعي بالغناء على المسرح وقبلت أن أغني من أجل والدي.

والتقت ليلي مراد بالجمهور لأول مرة في مدينة رمسيس وكانت فتاة صغيرة ترتدي أحدث الأزياء وتغني الأغاني القديمة فغنت قصيدة "افديه إن حفظ الهوى لأم كلثوم، وأعجب الجمهور بالفتاة الصغيرة وتقول: في هذه الليلة لم أنم حتى الصبح لقد نجحت من أول أغنية وحققت أمنية والدي ومن ذلك اليوم أحببت الغناء، ولكني كنت أخجل عندما ألتقي بأصدقائي في الطريق وأجري في الشارع لأختفي خلف أحد الأسوار، فقد كان الغناء في تلك الأيام يعتبره المجتمع "عيب".

- هل تحفظين أغاني والدك؟

في اليوم الذي ولدت فيه كان والدي يغني في أحد الأفراح في طنطا وأرسلوا إليه برقية يقولون له فيها إنه رزق بطفلة وفي الحال كتب والدي أغنية احتفظ بها بصوته حتى الآن وهي:

أنا جبت بنيه.. بديي أربيها
دلوعة وحلوة.. يا رب خليها

- ما رأيك في منير مراد كملحن؟

منير أرتيست بطبيعته، وكان يتلقى في كل يوم علقة ساخنة من والدي عندما يعود من المدرسة ويمسك العود، لقد تعلم العود والبيانو "شيطاني".

- ما هي الأغنية التي تمنيت أن تغنيها؟

أغنية "ليت للبراق عينا" التي لحنها القصبجي رغم أني رفضت غنائها، ففي فيلم ليلى بنت الصحراء طلب مني أن أؤدي دور جارية لبهيجة حافظ كما رشحت لغناء هذه الأغنية ورأيت نفسي بين ناريين هل أقبل دور الخادمة من أجل اللحن الجميل أم أرفض اللحن من أجل الدور.

وأخيرا رفضت الدور وضاع على اللحن الجميل الذي غنته حياة محمد ثم سجله القصبجي بصوت المرحومة أسمهان فنجحت الأغنية.

- ألم تظهري ككومبارس في بداية حياتك؟

أبدا.. أنا من أول ما بدأت وأنا بطلة.

- ما أنجح أفلامك؟
ليلى
- هذه القصة مقتبسة من غادة الكاميليا؟

غادة الكاميليا مثلت على جميع مسارح العالم وبكل اللغات.

وفي نهاية الحديث ظهر زوجها المخرج فطين عبد الوهاب فسأله المحرر:

- لماذا لا تساعد ليلى على العودة للشاشة؟

أولا: الحياة الزوجية شيء والشغل شيء آخر، وأنا أفضل أن أكون سعيدا في حياتي الزوجية على أن تعود ليلى للسينما.
وثانيا: أنا لا أريد أن أرهق أعصابي في الاستديو ثم أعود لأتشاجر في البيت

- لو عادت ليلى إلى السينما فما هو الدور الذي ترشحها للقيام به؟

قال فطين عبد الوهاب: الزوجة المثالية

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم