الإثنين، 31 مايو 2021 - 04:39 م

كتب: أحمد زنط

بينما تقف على إحدى ضفتي النيل في الأقصر، ناظرا لجزيرة أرمنت، قد تميل نفسك لحسد أهلها، إذ تراهم من بعيد بعيون حاسد كأناس يعيشون وسط الطبيعة الخلابة، لكن الحقيقة إنهم معزولون لا يعرفون طريق الضفة الأخرى إلا عبر عبارة واحد تحمل اسم حتشبسوت.
 
ليس من سمع كمن رأى ووثق جزيرة ارمنت الحيط، جزيرة وسط نهر نيل الأقصر تحاصرها مياه نهر النيل من كل الجوانب تتبع إداريا مجلس قروي المريس التابع لمركز الطود جنوب الأقصر .. وسيلة المواصلات الوحيدة بالجزيرة للمدينة والقرى والمراكز المجاورة هي العبارة حتشبسوت التي تتبع إدارة العبارات والمراسي بمحافظة الأقصر بإشراف الوحدة المحلية لمدينة ومركز الطود.

كان لـ«بوابة أخبار اليوم» جولة للتعرف على معاناة أهالي جزيرة ارمنت الحيط مع العبارة المتهالكة كثيرة الأعطال  التي شاخت وأصبحت خارج نطاق الخدمة، إذ تم تدشينها مارس عام 2012.

وتعد حتشبسوت أول عبارة نيلية بالأقصر تعمل على ربط جزيرة أرمنت الحيط وسط النيل ببقية قرى مركز ومدينة أرمنت، والأقصر لإنهاء أزمة المواصلات بالجزيرة والتيسير على المواطنين، حيث يقول محمد عبدالفتاح موظف إن أهم المشاكل التي يعاني منها أهالي الجزيرة هو كثرة اعطال العبارة حتشبسوت مما يعوق حركة الأهالي والطلاب والموظفين، حيث لا يوجد بديل آخر للخروج أو الدخول للجزيرة سوى قوارب وسنابك الصيد الغيرة بما لها من خطورة وتعدد الحوادث.

ويضيف: «تقدمنا بعشرات الشكاوى والاستغاثات للمسئولين وإدارة العبارات والمراسي بمحافظة الأقصر وهي الوسيلة الوحيدة لأهالي الجزيرة للعبور بها من الجزيرة إلى أرمنت الحيط، حيث ليس لديهم وسيلة اخرى غيرها في نقل مواد الأغذية ومواد البترول والمحاصيل الزراعية وسيارات الطوارئ ونقل الحالات الحرجة والمرضى وطلاب المدارس».  

ويكمل أحمد محمد عبدالرحمن طالب جامعي حديث «عبدالفتاح»، قائلا: «العبارة حتشبسوت هي  الوسيلة  الوحيدة التي يستخدمها الطلاب والموظفون، إذ يصطدم بها الطلاب مع بداية العام الدراسي الجديد كل عام بجزيرة أرمنت الحيط، حيث يضطرون  للوصول لمدارسهم ومقر عملهم،  عبر حتشبسوت».

وأشار إلى أن الخطر يداهم هذه العبارة التي تعطل كثيران فيضطر الطلاب لركوب المراكب الصغيرة التي تعرض أرواحهم أيا للخطر، وفي  أزمات سابقة في السنوات الماضية تتوقف العبارة  عن العمل والتعطل وخاصة خلال عملية الصيانة السنوية.

ويطالب المهندس محمد خالدن بضرورة إيجاد بديل وحل جزري لأعطال وشيخوخة حتشبسوت التي دخلت الخدمه وكان عمرها ثلاثين عاما، ويتم تجديدها وصيانتها سنويا لكنها تعود إلى سيرتها الأولى، مؤكدا أن الحل الأفضل هو إنشاء كوبري يسمح للأهالي الخروج من عزلتهم عن العالم، بالإضافة إلى إيجاد عبارة جديدة تخدم المواطنين وأهالي جزيرة أرمنت الحيط.