الخديو إسماعيل اتهم عمه بالتدبير لاغتياله
الخديو إسماعيل اتهم عمه بالتدبير لاغتياله


مؤامرة فاشلة لاغتيال الخديو إسماعيل

قنبلة تحت كرسي «التياترو».. والمتهمون يحملون جنسيات أوروبية

الأخبار

الأحد، 06 يونيو 2021 - 06:14 م

في 12 إبريل 1869، كشفت جريدة «الوقائع المصرية» تفاصيل المحاولة الفاشلة، حيث كتبتْ: »منذ أيام وقعت واقعة غريبة وحادثة مُستبشعة عجيبة، لا تصدر من ذي روية ولا صاحب إنسانية، ولا يتجارى (يتجرأ) عليها إلا لئيم»، نكتفى بهذا القدر من الاقتباس، وسوف نعتمد فى السطور التالية على ترجمة بقية الخبر، لأن اللغة التى اعتمدت عليها الجريدة يصعب فهمها!.

بعد سيل من الهجوم على المُتآمرين بدأ ذكْر التفاصيل، حيث تم العثور أسفل كرسى الخديو على آلة يقال لها «ماشين إنفرنال»، مليئة بالبارود و»أجزاء جارحة»، وضعها:»خائن ذى حقد يريد منفعة نفسه بإضرار الناس».


أشارت الجريدة إلى تشكيل فريق تحقيق، لم يقتصر على الخبراء المصريين، بل ضم أيضا قناصل فرنسا، إنجلترا، النمسا، وإيطاليا. السبب بسيط، هو أن قائمة المشتبه بهم تضم متهمين من هذه الدول، على رأسهم مدير المسرح إيطالى الجنسية، فضلا عن متهم يوناني، لم تُوجه الدعوة لقنصل بلاده، نظرا لقطع العلاقات الدبلوماسية معها. وعلى الفور بدأت ردود الأفعال تتوالى، فقد توافد الأعيان والمسئولون والقناصل على سراى إسماعيل بالجيزة لتهنئته بالنجاة، كما اجتمع الأشراف والمشايخ فى مجلس ابتهالات دينية، ودعوا للحاكم وشكروا الله على سلامته.


فى 13 مايو عادت» الوقائع المصرية» لتنشر تفاصيل التحقيقات، وأشارت إلى استبعاد المتهمين الفرنسيين والإنجليز والنمساويين، وانحصرت التهمة فى مدير المسرح واسمه ميناس، واثنين من الإيطاليين والمواطن اليوناني، ولأن سلطة فريق التحقيق لا تشمل حق إصدار أحكام قضائية، تم تشكيل آخر برئاسة على باشا مبارك، لتحديد الأحكام. رأى الفريق الجديد أن الشبهة الجنائية ثابتة على المُتهميْن الإيطاليين، ورغم عدم كفاية الأدلة فى حق مدير المسرح والمتهم اليوناني، إلا أنه صدر حُكم بنفيهما خارج البلاد، مع ضمان عدم العودة إليها نهائيا. وأُحيلت أوراق المُتهميْن إلى قُنصلية بلدهما لتحاكمهما، فاعترف أحدهما على الآخر وتم إخلاء سبيله، ليصبح الحكم مقصور على واحد فقط، كانت عقوبته الحبس سنة واحدة، وفق قانون الإجراءات الإيطالي!.


يرى البعض أن الخديو استغل الواقعة لتخليص حساباته، وبعيدا عن التحقيقات الرسمية قام بتحميل عمه حليم باشا مسئولية المؤامرة الفاشلة، وظل يضغط عليه حتى أرغمه على بيع ممتلكاته والهجرة إلى الأستانة، غير أن خبر رحيل العم، ورد فى كتاب «تقويم النيل» لأمين باشا سامي، بعد ثلاث سنوات من محاولة الاغتيال، وعموما كانت مغادرته مصر واحدة من أخطاء إسماعيل الكبرى، لأن حليم باشا استغل وجوده فى عاصمة الدولة العثمانية، وأخذ يُدبّر المكائد التى زادت الفجوة بين الخديو والسلطان.


الغريب أنه بعد سنوات ظهر أن قتْل الخديو كان أمنية لآخرين، من بينهم الشيخ جمال الدين الأفغانى والإمام محمد عبده، لكنهما لم يجدا من يقوم بتنفيذ هذه الخطة! ولهذا حديث آخر.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة