ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

فرصة ذهبية

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 11 يونيو 2021 - 07:00 م

لا يمكن التعويل على القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكى جو بايدن والروسى فلاديمير بوتين، فى انهاء الحرب التاريخية الباردة بين البلدين، لأن كل منهما يستمد قوته من عداوة الآخر لا صداقته. رغم ذلك تظل القمم الاستثنائية بين رؤساء الدولتين أحد أدبيات علاقاتهما الشائكة، عادة ما تسفر عن تحقيق بعض الأهداف التى تخدم الجانبين كالتعاون فى الحد من التسلح الذى اتفق عليه ريجان وجورباتشوف، والتكامل الدولى الذى حدث خلال سنوات كلينتون - يلتسين، ومحاربة الإرهاب خلال فترة بوش وبوتين الأولى ومعاهدة نيو ستارت الجديدة التى وقعها أوباما وميدفيديف. 
لذلك يتساءل البعض عما يمكن ان تفرزه قمة بايدن - بوتين القادمة والتى ستتناول كافة القضايا العالقة والأزمات الدولية وعلى رأسها خط نقل الغاز الروسى نورد ستريم 2، وأوكرانيا وبيلاروسيا والهجمات الإلكترونية. لكن القضية الأبرز التى تعنينا فى هذا اللقاء هى الأزمة السورية التى يلعب فيها الطرفان دوراً كبيراً.
فبالرغم من انحياز كلاهما لأطراف متعارضة فى الصراع، الاّ ان التوصل لصفقة لإنهاء الحرب السورية يظل ممكناً اذا التقت نزعة بايدن الواضحة لعدم الانخراط المباشر فى نزاعات الشرق الأوسط مع رغبة بوتين الجامحة فى انتزاع اعتراف امريكى بمكانة روسيا الجيوسياسية التى اكتسبتها جزئيًا بتدخلها فى دعم الرئيس بشار الأسد، هذا بالطبع إلى جانب قبول أمريكا لإستمرار نفوذ موسكو السياسى والعسكرى فى سوريا. 
عندما التقى الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب بالرئيس بوتين فى هلسنكى، فى يوليو 2018، كان معظم الحديث عن سوريا.. وكما يروى مستشار ترامب السابق للأمن القومى جون بولتون فى مذكراته «الغرفة التى حدث فيها ذلك». فإن ترامب قال له إن من الواضح أن بوتين «يريد الخروج» من سوريا. وإذا صدق هذا الكلام فهو يعنى فرصة ذهبية لبايدن لإنهاء أزمة مستمرة منذ 10 سنوات ونفض يده من احدى قضايا الشرق الأوسط، التى تتذيل فى مجملها، قائمة أولوياته.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة