الجمعة، 11 يونيو 2021 - 09:32 م

 النقد هو واجهة أساسية من أوجه التعبير التى صنعتها الديمقراطية التى تبنى عليه الدول الناجحة.. فالتعبير حق أصيل مكفول للجميع من غير سخرية أوتجريح.. النقد نفسه لابد أن تحكمه قيم ومبادئ نابعة من أخلاقيات المجتمعات الراقية التى تغلفها الأديان السماوية نابعة  من عقول وشخصيات من المفترض أن تكون رائدة فى مجالها وتخصصها. 
النقد لابد أن يكون هدفه تقديم النصح والإرشاد وبغرض الإصلاح وبناء المجتمعات لا لمجرد النقد الذى يتمادى أحيانا ليصل إلى التجريح وتعرية أصحابه.. ولابد من توجيه النقد إلى الموضوع نفسه وليس للأشخاص والجميع قابل للنقد.. وعلينا أن ننتقد العمل والأداء وما يتحقق من ورائه بدون سب وقذف بدون تجريح ولا تسفيه وبدون تصفية حسابات.. وبين النقد والبناء علاقة جدلية عظيمة الأهمية إلى درجة أن كلا منهما يتغذى على الآخر بصورة جوهرية ولا نستطيع أن نعرف مدى حاجة كل منهما إلى الآخر وحتى نصل إلى هذا الفكر ويكون البناء..  للأسف ينقصنا فن الإنصات.. أى إنسان بإمكانه الاستماع ولكن قليلين من ينصتون ويدركون أفكار ومشاعر الآخرين وأيضا تجاربهم وآراءهم ولا ينشغلون بفرض آرائهم على كل من حولهم .
علينا أن نبحث عن ثقافة ولغة تواصل تربطنا بالآخرين حتى ولو فى أضيق الحدود.. ففى محيط عملك لا مانع من جمع الموظفين حولك والانصات لهم وأخذ آرائهم فسوف تصل إلى قرارات أفضل وحتى بين أفراد أسرتك فالشعور بالمشاركة شيء عظيم.. لابد أن تصغى إلى من هم أقل منك.. لديهم طموح وأحلام وآمال قد تفوق طموحك وأحلامك.. وكم من الأحلام سقطت وانهارت بل ماتت بسبب سوء الذين يسيئون فن الإدارة فى عملهم وفى حياتهم.. ويظنون أن رأيهم هو كل شىء.