الجمعة، 25 يونيو 2021 - 04:44 م

تجربة فريدة من نوعها قادتها مجلة أخر ساعة ونشرتها على صفحاتها في 28 فبراير 1962؛ حيث اصطحاب المحرر الراحل "كمال سعد" أستاذ علم النفس "مصطفى فهمي" لزيارة الفنانين لتحليلهم نفسيا لكن دون علمهم.

قدم محرر آخر ساعة أستاذ علم النفس على أنه صحفي فرحب به عبدالحليم، ليقول له إن طابعه الحزين سببه نشأته الحزينة فهو يتيم الأب والأم, فوالدته توفيت في يوم ميلاده ولحق والده في نفس السنة وعاش في بيت خاله ولم يكن سعيدا هناك بالرغم أن خاله كان يعامله معامل جيد وكان يحس بالوحدة وبالفراغ كبير رغم وجوده وسط الناس.

واعترف عبدالحليم أنه لم يحتفل بعيد ميلاده أبدا, ولم يتشاجر مع أحد ويعترف أنه عدو البحر ويخاف منه جدا وخاصة ليلا لكنه يحب المشي بجواره ولا يستطيع النظر إلى البحر, فهو مغرم بالصيف ويخاف من الربيع.

اقرأ أيضا| ممثل «دمه تقيل».. صلاح نظمي يقاضي عبدالحليم حافظ

المرأة عند عبدالحليم

  وبسؤاله هل يحب المرأة, قال العندليب : نعم.. فسأله المحرر: إذن لماذا تأخرت في الزواج؟  

أجاب عبدالحليم أنه لم يجد إنسانة تحبه وتحب فنه فهو على استعداد للزواج بأي فتاة يتأكد أنها لن تسأله عن المكان الذي سيذهب إليه وهذا هو شرطه الوحيد, فيرى الفنان مثل الطفل في حاجة إلى امرأة تحترف "الدلال" وتعطيه حريته, وأن يكون حر في تصرفاته وهذه الحرية غير مخالفة لتقاليدنا.  

أحلام العندليب

 ثم دخل عبد الحليم مع أستاذ علم النفس حول الأحلام وقال إن أحلامه كثيرة وأغلبها تتحقق, فهو دائما يحلم أن يقع من مكان عالي دون أن يحدث له شيء, ويحلم دائما أنه يرى نفسه يسير في الوحل وعندما يحلم بهذا يستيقظ يجد نفسه في أشد حالات مرضه.

  فسأله أستاذ علم النفس: يجوز لأنك حساس؟..  فقال عبد الحليم حافظ إنه عاطفي جدا وكلمة واحدة يمكن أن تعكر مزاجه أو تجعله سعيد لكنه ينتقل من انفعال إلى انفعال بسرعة.

 فسأله أستاذ علم النفس: هل أحلامك هذه تلازمك منذ الطفولة؟ 

 فأجاب: نعم  

فلاحقه أستاذ علم النفس: يجوز لأنك في حياتك لم يكن لك سند؟ 

 فقال عبد الحليم: أنا في حياتي لم يكن لي سند مطلقا واعتمدت على نفسي كثيرا رغم مساعدة الناس كثيرا لي إلا أنهم لم ينقذوني من الأزمات, ودموعي سريعة فكل موقف إنساني يجد دموعه تنهمر, أما عن أحواله المالية قال إنها دائما غيرمستقرة.

إلى هنا انتهت الجلسة مع عبدالحليم حافظ، لكن التحليل النفسي لشخصيته لم ينته؛ حيث كتب أستاذ علم النفس رأيه فيه وتحليله النفسي له,  فبدأ بقوله إنه كان يعتقد أن العندليب شخص منطوي وحزين ومتباعد عن الناس لكن بمجرد الحوار معه اكتشف أستاذ علم النفس أنه إنسان حساس يشعر بشعور الآخرين ويحترم الناس ويستمع لهم ويجيب على الأسئلة بدقة وهذه صفات شخصية متكاملة,  والحرمان الذي عاشه في طفولته يخلق شخصية انعزاله.

اقرأ أيضا| بعيدا عن الفن.. العندليب يؤسس جامعة ويبني وحدة صحية لأبناء الشرقية

أما عن أحلامه يظهر بها أنه شخص لديه طموح ويصل إلى ما يريده سريعا, ولكن يخاف في قراره نفسه من فقد هذه الشهرة وهذا تفسير حلمه أنه يسقط ولا يحدث له شيء.

وبخصوص تفسير حلمه أنه يسير في الوحل فإنه يرغب في إزالة آثار الأخطاء الماضية, كما أنه غير مغرم بالمرأة فهو يهرب منها دائما, كما أنه حساس وهذا يجعله يعيش في عالم الخيال بسبب الآلام النفسية التي عاشها, ويحتاج الكشف عنها في وقت أطول.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم