أميمة كمال
أميمة كمال


لذا لزم التنويه

بطاقة التموين الأمريكانية

أخبار اليوم

الجمعة، 25 يونيو 2021 - 07:02 م

مناظرة ساخنة بين أربعة من الكبار المحنكين بعالم الاقتصاد والسياسة حول «زيادة الضرائب على الأغنياء» ، مر عليها 8 سنوات، جُمعت بين دفتى كتاب صغير. حدة النقاش تشعرك وكأنك تسمعه بالأمس. يبدو أن العالم لايتغير ،وتتسع فيه الفجوة بين الـ1% على أعلى سلم البشر، وبين الـ99% الذين يتدحرجون على درجات السلم البشرى .. منذ أيام خرج تقرير الثروة العالمى الذى يصدره كريدى سويس يشهد بأن الـ1% فى دول مثل أمريكا والصين والهند ارتفعت ثرواتهم فى ظل الكورونا. ونجح أغنى 500 شخص فى العالم فى زيادة ثرواتهم 1.8 تريليون دولار. ومن يطالع  المناظرة المترجمة فى كتاب تصدى لنشره مركز القاهرة لقياسات التنمية قبل 4 سنوات، وترجمته الدكتورة شيرين الشواربى استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة يشعر بالغيرة من افتقاد الساحة لدينا لمثل هذا الجدل الثرى بين المتحمسين لزيادة الضرائب، ومن يقف على النقيض .. وكان بول كروجمان الاقتصادى الشهير الحائز على جائزة نوبل، وجورج باباندريو رئيس وزراء اليونان الأسبق هما المدافعان بشراسة عن الزيادة . وبدا كروجمان وهو يتحدث عن كوبونات الغذاء التى تعد شريان الحياة لكثير من الأمريكان، وكيف طالب الجمهوريون باقتطاع 2 مليار دولار سنويا من البرنامج لقلة الموارد ، فى وقت يحوز 1% من أغنى الأمريكيين على 1.4 تريليون دولار. بدا وكأنه يتحدث عما يدور حولنا.. وعندما تحدث عن أبناء الطبقة العاملة والمتوسطة الذين تم حرمانهم من التعليم الجامعى المجانى لضعف الموارد. التى يمكن زيادتها بفرض ضرائب أعلى، تستشعر وكأنه يحادثنا عن أوضاعنا. أما باباندريو فكان متحمسا لفرض ضرائب أعلى ليس فقط لتحقيق المساواة، ولكن لأن تركز الثروة يقابله تركز للسلطة. وظل المعارضون لزيادة الضرائب يرددون أن هذا من شأنه تهرب الأغنياء من الدفع بالاستعانة بكبار مكاتب المحاسبة  والمحاماة. وإن تحقيق المساوة يأتى بالأساس من توفير فرص عمل بأجور عادلة. وتحمس لهذا الاتجاه مستشار الرئيس ريجان آرثر لافر، ورئيس مجلس النواب الأسبق نيوت جينجريتش.
وإذا وجد أحدكم ثمة تشابه بين ماقاله الحائز على نوبل حول كوبونات الغذاء بأمريكا، وبين إعلان وزير التموين على مصيلحى من أن الحد الأقصى لمن له حق استخراج بطاقة تموين 2400 جنيه ، وحرمان الابن الثالث ومن بعده من السلع المدعمة. متغافلا للتعريف الرسمى لرب الأسرة الفقيرة وهومن يعول اثنين ودخله 3418 جنيها، ومتناسيا أن هذا يحرم الملايين من المستحقين للدعم. فإنه ليس تشابها بالمرة، ولكنه محض صدفة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة