الجمعة، 25 يونيو 2021 - 08:38 م

تغيرت الحياة فى عالمنا خلال العامين الأخيرين تغيرا متسارعا وواضحا ساهم فيه تفشى وباء كوفيد ١٩ وما تبعه من آثار صحية وإقتصادية ونفسية تأثرت بها حياة البشر، نتيجة الارتباك والضغوط المالية والعزلة الاجتماعية والشعور بالخوف من تداعيات محتملة ربما لا يتحملها كثيرون.
ومع كثرة المعلومات الخاطئة يتولد الشعور بفقد السيطرة وتتزايد حدة التوتر والقلق والخوف والحزن، ويصبح من الضرورى البحث عن طريق للخروج من هذه الحالة .
وتواصل عدة مراكز علمية وبحثية بأمريكا وأوروبا دراسة تأثير انتشار الوباء على الحالة النفسية التى يرونها أشد خطرا من الحالة البدنية لأنها تدوم وقتا أطول، فالضغط النفسى لا يقل خطرا عن السموم وتأثيره على المجتمعات  فيما بعد انحسار الوباء يحتاج إلى دراسته باستفاضة، بحثا عن طريق للخروج من هذه الحالة.
إحدى المشكلات النفسية التى قد تستمر على المدى الطويل بعد انحسار الوباء هى اضطراب الوسواس القهري، مثل وسواس التلوث والهوس بالتنظيف، وقد يصاب البعض برهاب الجراثيم المزمن، كما يشير مجلس العلاج النفسى بالمملكة المتحدة إلى أن اضطراب القلق العام يعد واحدا من المشاكل النفسية التى قد تنتشر فى الأيام المقبلة. إذ يعانى الكثيرون فى مجتمعاتنا المعاصرة من القلق بالفعل، لكن وباء كورونا القاتل، قد يفاقم القلق والمخاوف لدى الأشخاص الذين يميلون للشعور بالقلق. وحتى بعد انحسار الوباء، سيشعر البعض بقلق مفرط خوفا من ظهور سلالة أخرى من الفيروس، كما يخشى الأخصائيون النفسيون أيضا من انتشار الوحدة المزمنة أو «انعدام الهدف» فى الحياة بسبب إجراءات التباعد الاجتماعى أثناء الجائحة، وقد يجد بعض الناس صعوبة فى ترميم علاقاتهم بأصدقائهم و أقاربهم بعد انحسار الوباء، كما انسحب آخرون طوعا من العالم الخارجى وانكفئوا على أنفسهم بحثا عن الأمان فى عالمهم الخاص، وقد يجدون صعوبة فى الخروج من العزلة ومخالطة الآخرين مرة أخرى. والمؤكد أن طبيعة أزمة كورونا وحجمها يسببان حالة من عدم التيقن غير المسبوق، مما يفرض تحديات على الأشخاص الذين لا يحسنون التعامل مع المجهول أو يعجزون عن تحمل المواقف التى تخرج عن سيطرتهم.
طريق الخروج من الأزمات النفسية بعد الوباء يبدأ من البشر أنفسهم بالمقاومة والصمود والإيمان،  ولكنها تحتاج من الحكومات أيضا تخفيف الضغوط وتهدئة المخاوف.