الإثنين، 28 يونيو 2021 - 08:28 م

سؤال مهم، وإن كان بديهياً، من الأستاذة الدكتورة رانية العيس عضو مجلس نقابة أطباء مصر، تقول: هل العمل النقابى ضرورة للوطن أم رفاهية؟. وبحكم خبرتى الممتدة لأكثر من ٤٠ سنة فى العمل النقابى أؤكد أن الوطن فى احتياج شديد للنشاط النقابى المهنى لسببين أولا لحماية المهنة والأعضاء، الثانى تخفيف العبء عن الحكومة فى رعاية فئة من المواطنين. وقد يقول قائل إن للنقابات دورا سياسيا مهما، وأقول إن الدستور والقانون يمنع ذلك ويقصره على الأحزاب. وبعيدا عن وجهة نظرى فقد أفاضت الدكتورة رانية فى إجابتها على سؤالها بما يؤكد قدرتها على أداء نشاط نقابى متميز.

قالت فى رسالتها ونحن مقبلون على إعادة انتخاب أعضاء جدد بمجلس نقابة الأطباء، فى ظل أجواء يسيطر عليه التشكيك فى أهمية العمل النقابى ودور النقابة، بل يصل إلى التخوين والتحريض ضد عزوف معظم الأطباء الجادين عن الترشح وفقدان أمل الأجيال الجديدة فى تحقيق أى إصلاح حقيقى لأحوالهم. من هنا وجب علينا محاولة شرح أهمية العمل النقابى، والذى يعنى اجتماع مجموعة معينة من المجتمع ذات أرضية مهنية مشتركة لها ظروف ومصالح متقاربة للقيام بالعمل التضامنى الديمقراطى المنظم من أجل الدفاع الجماعى المشترك عن الحقوق المادية والمعنوية لهذه المجموعة، بما يضمن حسن تقديم هذه المهنة للمواطن والحفاظ عليها، وتنمية قدرات أفرادها.

العمل النقابى، عمل جماعى يؤمن بالحوار والاختلاف والرأى الآخر والتعاون فى ظل تفهم الاختلافات الإنسانية فى العقيدة والتفكير ويحسن استخدام لغة الخطاب والحوار كآلية للاتصالات، ويؤمن كذلك بوسائل النضال النقابى السلمية من تجمعات وتظاهرات ومفاوضات تستهدف المصلحة العامة للمجتمع ككل، قبل الشريحة التى يمثلها ولا يهدف إلى التخريب، ويجب ألا يدرج تحت أى حال من الأحوال بأنه دعوة للتحريض ضد الدولة أو تكدير للأمن العام. كما أن دوره إقرار الحقوق لتحقيق الاستقرار.

ومن أهم أدواره الحفاظ على المهنة، والثروة البشرية والتى تتطلب التحصيل والتدريب الدائم. ولا ننسى أن العمل النقابى عمل مسئول يحكمه التشريع "الدستور والقانون أو النظام الداخلى أو اللائحة". كما تحكمه قوانين الدولة. وهو ممارسة حقيقية للديمقراطية بالطرق المشروعة التى تضمن عدم انجراف البعض وراء دعاة التخريب للحصول على الحقوق وبالتالى فهى مع الأمن القومى والحفاظ على الوطن وليس ضده. كذلك فإن النقابة القوية التى يؤمن بها أعضاؤها ويدركون أهميتها قادرة على أن تكون عونا حقيقيا فى الأزمات من خلال دورها القيادى وقدرتها على التأثير على أعضائها وتوعيتهم بالصالح العام وتحفيزهم للعمل.

دعاء: رب زدنى علمًا