المكالمة الملعونة
المكالمة الملعونة


المكالمة الملعونة

محمد ربيع

الخميس، 01 يوليه 2021 - 06:48 م

على صوت الهزاز على رأى عمنا صلاح عبدالله فى فيلم المصلحة استيقظت صباح الاحد الماضى على اتصال من رقم بدا غريبا، وعادة لا أميل للرد على هذه المكالمات لسببين.. أولهما إنى مش شايف قدامى وأيا ما كان طلب صاحب المكالمة سأنهيها وأكمل نومى وغالبا سيسقط من ذاكرتى أن هذه المكالمة تمت، كأن شيئا لم يكن.
ثانيا.. هذا النوع من المكالمات دائما لا تأتى بالخير فهو إما لمؤسسات خيرية عاملة جمعية وبيسلفوا أرقام هواتفنا المستباحة لبعضهم البعض أو خبر صادم بفقد قريب أو حبيب أو صديق فأصبحت أخشى الرد، مطولش عليكم قررت اكنسل المكالمة وبكل سذاجة دوست غلط ورديت فأتى صوتا أنثويا رقيقا:
صباح الخير مستر محمد..
لا إراديا دب النشاط والحيوية فى عروقي، وأنا أكررها.. مستر!
خرجت من الغرفة حتى لا أزعج زوجتى الغالية الرابضة بجوارى وأجرى مكالمتى على انفراد فأنا أعلم أن لديها حاسة استشعار عن بعد بأى مكالمة تطرى القلب، إلا أن خيبة الأمل سريعا ما ضربتنى عندما عرفتنى ذات الصوت الرنان بنفسها أنا فلانة الفلانية مدير الحسابات بمدرسة الاولاد.
تبا لى أنا أعلم هذا الرقم جيدا وكل مرة أقرر وضعه فى البلاك لست بعدم إزعاجى وفى كل مرة انسى ذلك، تصنعت بترحيبى بالمكالمة إلا أنها لم تمنحنى الفرصة للسلامات والمعايدات وباغتتنى تستفسر عن موعد تسديد آخر دفعة من مصاريف الاولاد وبالمرة ندفع حاجة تحت الحساب لما هو آت.
وبكل بلاهة واستعباط سألتها هو القسط الاخير كام فأخبرتنى انها حفنة من الآلاف، اضافة إلى إيصالين أمانة بمتأخرات، وبكل ثقة اخبرتها أنا جاى أسدد دلوقتى حضريلى إيصال أمانة وأغلقت الهاتف، دون أن أمنحها فرصة للرد وعدت لسريرى لعلنى أسقط هذه المكالمة الملعونة من الذاكرة.
أسف عزيزى القارئ المضحوك عليه إنى أشركتك فى هذه القصة الحزينة البائسة وانت داخل هنا تـ"فرفش كده" ولكنها حكاية كل بيت مع التعليم الخاص وسنينه مهو أنا لو مافضفضش معاك شوية هطق من جنابى وانا محلتيش غيرهم وبعدين مقدرش أحكى للمدام مهو أنا نسيت أقولك.. انى راجل أوى فى بيتي.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة