عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

الله.. لطف بنا

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 01 يوليه 2021 - 07:09 م

قبيل ٣٠ يونيو اقترحت قيادة القوات المسلحة على مرسى أن يعلن تنظيم استفتاء شعبى على الطلب الذى دعت إليه حركة تمرد الخاص بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. وكررت قيادة القوات المسلحة اقتراحها هذا على مرسى صباح يوم الأول من يوليو بعد ذلك الطوفان الشعبى الذى شمل أرجاء البلاد فى الثلاثين من يونيو، ودعمت اقتراحها هذا بصور حية لملايين المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع والميادين فى المدن والقرى.. لكن مرسى وأخوانه رفضوا القبول بهذا الاقتراح، وبذلك أضاع هو وأخوانه فرصة بقاء جماعتهم فى العملية السياسية المصرية، بل لعله أضاع على نفسه فرصة الترشح مجددا فى الانتخابات الرئاسية المبكرة التى كانت جماهير المصريين متمسكة بها.
وفى يوم الثالث من يوليو وجهت الدعوة لاجتماع ممثلى القوى الوطنية فى مقر وزارة الدفاع لرئيس حزب الإخوان (الحرية والعدالة) للمشاركة فى المناقشات التى امتدت لأكثر من ست ساعات من أجل إيجاد حل توافقى للأزمة السياسية.. لكن رئيس الحزب سعد الكتاتنى وأخوانه رفض حضور الاجتماع لأن الحضور كان يعنى ضمنا تسليما بإنهاء حكم مرسى، وبذلك أضاع الاخوان فرصة ثانية للإبقاء على جماعتهم ودورهم فى العملية السياسية، وانقاذ حزبهم الذى وصفوه بالذراع السياسية لجماعتهم من الحل.
اما بعد الرابع من يوليو، يوم تسلم المستشار عدلى منصور سلطات رئيس الجمهورية طبقا لما قضت به خارطة المستقبل، فقد عرض على الاخوان المشاركة فى حكومة الدكتور حازم الببلاوى اول حكومة يشكلها المستشار الجليل.. وعرض على الاخوان ثلاثة مقاعد وزارية، ورغم اتجاه بعض مفاوضيهم لقبول هذا العرض وسعيهم لزيادة عدد المقاعد الوزارية إلى سبعة، الا ان قيادة الجماعة أثرت رفض العرض، وبذلك حرمت نفسها من فرصة ثالثة لإنقاذ الجماعة من الحل ثم فرض الحراسة على اموالها ومصادرتها بعد اعتبارها من الكيانات الارهابية.
وفى شهر اغسطس التالى رفضت قيادة الجماعة ان تنهى اعتصام رابعة المسلح سلميا، وأصرت بتحريض من قوى خارجية، على الإبقاء عليه، بل توسيعه لتحويله إلى مقر لسلطة بديلة تنازع السلطة التى اقرتها خارطة المستقبل وتجتذب دعما خارجيا.. وبذلك اهدرت قيادة الجماعة اخر فرصة اتيحت لها أيامها للبقاء والاستمرار فى العملية السياسية، خاصة ان من كان يتحاور معها وقتها كان مبعوثا للرئيس الامريكى اوباما ومبعوثا للاتحاد الاوربى.
ونحمد الله انه لطف بِنَا حينما أتاح لنا فرصة التخلص من تلك الجماعة الارهابية مع التخلص من حكمها الفاشى المستبد، بعد ان رفضت قيادتها كل هذه الفرص التى اتيحت لها لبقاء الجماعة على قيد الحياة.. نحمده لأنه انقذنا من كل شرورها التى كانت تعود بها إلينا مجددا بعد كل مرة سمح لها بممارسة النشاطعلى مدى العقود السابقة.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة