الجمعة، 02 يوليه 2021 - 07:07 م

قادتنى المصادفة إلى اكتشاف مبادرة شابة تحاول البحث عن بديل آمن لاستخدام «البلاستيك» لما يسببه من أضرار جسيمة لكل كائن حى على هذه الأرض.
الفكرة بدأتها هبة عبدالفتاح وصديقتها هدى حسين خلال عملهما فى توعية المجتمع حول مشاكل البيئة، بمحاولة جادة للبحث عن بدائل للمنتجات البلاستيكية التى تضطران لاستخدامها يوميا فى العمل والمنزل والتسوق، ومع صعوبة البحث عن بدائل متاحة يمكنها أن تفرض الاستغناء تماما عن استخدام منتجات البلاستيك، قررتا إنشاء منصة إليكترونية باسم «البديل» تعرض كل ما يتم تصنيعه بمصر من منتجات بديلة للبلاستيك، كالورق والقماش، أكثر أمانا وأقل ضررا، كحقائب التسوق والأكياس ومواد التعبئة والتغليف والأطباق والأكواب وغيرها، لتكون متاحة لمن يريد التخلص من عادة استخدام البلاستيك بكثافة فى كل تفاصيل الحياة، ورغم أنها محاولة بسيطة لمواجهة مشكلة شديدة التعقيد إلا أن هبة ترى أن ما لا يدرك كله لا يترك كله، وأن سهولة تداول البلاستيك وصعوبة إدراك الناس لحجم مشاكل التلوث التى يسببها استخدامه والتخلص منه، تحتاج لسعى دائم وعمل مستمر.
وفى الوقت الذى يغرق فيه العالم فى «فيضان البلاستيك» الذى يجتاح أنظمتنا الطبيعية ويدمر التنوع البيئى، ويغذى تغير المناخ، ويهلك الموارد الطبيعية. يحذر «أطلس البلاستيك»، الذى نشرته مؤسسة بحثية ألمانية موثقا بالمعلومات الكاملة، من التلوث واسع المدى الذى يسببه إنتاج واستخدام البلاستيك فى الحياة اليومية على صحة الأرض والمياه والبشر، و يلفت الانتباه إلى حقيقة صادمة وهى أن العالم أنتج فى الفترة بين عام ١٩٥٠ وعام ٢٠١٧ نحو ٩٫٢ مليار طن من البلاستيك، وهو ما يعادل طناً لكل شخص على قيد الحياة، ويمكن أن يطلق إنتاج البلاستيك والتخلص منه وإحراقه نحو ٥٦ مليار طن من ثانى أكسيد الكربون حتى عام ٢٠٥٠، إذا استمر استخدامه بنفس الكثافة الحالية، فهو يستغرق أكثر من ٤٠٠ عام حتى يتحلل والتخلص منه بحرقه شديد السمية ويساهم فى زيادة أزمات المناخ وتقلباته مع تلوث الهواء، كما يمكن أن تنقله الأمطار والرياح إلى الأنهار والمحيطات ليلوث الحياة البحرية لعشرات السنين، وربما يكون بعض الحل المتاح فى أيدينا لإنقاذ الحياة على هذه الأرض هو محاولة التغلب على إدمان استخدام البلاستيك بقدر الإمكان، والبحث عن بديل أكثر أمانا وأقل ضررا.