آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

المساعدات الإنسانية فى تراجع!!

آمال المغربي

السبت، 03 يوليه 2021 - 05:53 م

حالة من التراجع يشهدها مجال المساعدات الدولية الانسانية التى تقدمها الدول الغنية لدول العالم النامى والفقير وزاد من حدتها تفشى فيروس كورونا حيث انخفض الانفاق الإنسانى الدولى من قبل الدول والمؤسسات العالمية المانحة بمقدار 284 مليون دولار بين عامى 2019 و2020.
ورغم ان عدد الأشخاص الذين هم فى أمس الحاجة فى العالم للمساعدات زاد بمقدار 19 مليون شخص خلال العام الماضى فقط، الا ان الدول والمؤسسات العالمية لم تزد من مساهمتها بل ان بعض الدول قلل من نسبة مساهماته مثل بريطانيا التى بررت القرار، بتأثير وباء كورونا على اقتصادها. فقد اعلنت وزارة الخارجية البريطانية مؤخرا انها تسعى إلى خفض ميزانية المساعدات الخارجية بنحو 4 مليارات جنيه إسترلينى خلال 2021-2022، ما يعنى عدم تحقيق هدف الأمم المتحدة المتمثل فى إنفاق 0.7% من الدخل القومى للدول الغنية على المساعدات الخارجية.
التخفيضات البريطانية تشمل خفض 60٪ من برنامج المساعدات للصومال و59% لجنوب السودان، و67% لسوريا و63% لليبيا، و58% لنيجيريا، وخفض نحو 60% من المساعدات الموجهة إلى اليمن، و88% من الموجهة للبنان و60٪ فى جمهورية الكونغو الديمقراطية على الرغم من المعاناة الاقتصادية التى أضافها مرض كوفيد-19 لهذه الدول التى تعانى من الفقر والصراعات.
و على الرغم من الانتقادات الشديدة التى وجهت لبوريس جونسون رئيس الوزراء البريطانى من عشرات المؤسسات الخيرية والأمم المتحدة بوصفه المسئول رسميا عن هذه التخفيضات الا انه لم يتراجع عنها.. رغم ان لجنة طوارئ الكوارث حذرت مؤخرًا من حدوث مجاعات فى العديد من تلك البلدان، بعد ان فاقم الوباء الأزمة الاقتصادية والإنسانية الحالية. وقالت إن عدد الأشخاص الذين يحتاجون لمساعدات إنسانية فى الصومال ارتفع بمقدار 700 ألف وأن 190 ألف طفل لم يحصلوا على اللقاحات العام الماضى. وفى نيجيريا يتوقع أن يدخل 7 ملايين شخص دائرة الفقر هذا العام، وفقًا لتقديرات البنك الدولى.
فى الوقت نفسه قالت منظمة الصحة العالمية إن تقليص ميزانية المساعدات البريطانية سيجعل ملايين الأشخاص عرضة للموت فى دول مثل افريقيا بسبب أمراض المناطق المدارية.
وعلى الرغم من ان بعض الدول، زادت من مساهمتها مثل الولايات المتحدة وألمانيا كما تقدم دول اخرى مثل السعودية والامارات من بين 20 مانحا الا ان هناك فجوة فى التمويل تبلغ 18.8 مليار دولار لجميع النداءات الإنسانية للأمم المتحدة، وهو عجز يقارب نصف ما هو مطلوب. حتى النداءات الانسانية المتعلقة بتأثيرات وباء كورونا أخفقت فى تحقيق أهدافها بمقدار أكبر حيث تم جمع 40 % فقط مما هو مطلوب وهو ما يؤكد ان الإنسانية تتراجع للوراء!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة