صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«عضلات مراتي تظهر في الملاعب وتختفي بالبيت».. حكايات زوجية لملكات الرياضات العنيفة

الأخبار

الأربعاء، 07 يوليه 2021 - 08:18 م

كتب: عبدالصبور بدر

هل فكرت فى أن تتزوج من لاعبة رفع أثقال، أو كمال أجسام، أو وثب عالي، أو كرة قدم أو بودى جارد؟.. هل تعتقد أن عضلات (مراتك) تنتقص من رجولتك، وتتسبب فى إحراجك بين الناس؟.. ماذا سيحدث لو ارتبطت بواحدة من هؤلاء، وعزمتها على العشاء، ثم تشاجرت معها.. هل تتوقع أن تأكل علقة موت؟

مهلا.. قبل أن تجيب على تلك الأسئلة
بسخرية، ربما عليك أن تقرأ هذا التحقيق أولا، حتى تعلم أن الفتاة أو السيدة التى تلعب رياضة عنيفة ليست ديناصورا خرافيا، ولكنها مجرد أنثى عادية جدا، تحمل قلبا يذوب من كلمة حلوة إذا سمعتها من شريك حياتها، وستفاجئك بما تحمله من طاقة رومانسية، وقدرة على الفصل بين ما يجب أن تفعله فى الملعب وما تقوم به فى البيت.. أما فى حالة الشجار مع «النص التاني» فإنها تتصرف بطريقة مثالية!

نور حمادة لشريك حياتها: لا تخش عضلاتى

حين بدأت نور حمادة رياضة رفع الأثقال وجدت كثيرين يحاولون تكسير مجاديفها، أحدهم أخبرها بأن تلك الرياضة غير مناسبة لها، والآخر وجه لها اللوم بكلمة واحدة «مينفعش»، وثالث ابتسم فى سخرية وهو يعدها بالفشل وأنها لن تحقق أى بطولة، وغيرها من التعليقات المحبطة، إلا أن ما حدث هو العكس.. «رياضة رفع الأثقال كان لها الفضل فى تقوية إرادتى وزيادة ثقتى بنفسي» تقول نور، وتواصل: «صممت على التحدى وإثبات أن البنت تستطيع لعب أى نوع من الرياضة، تحديت الصعوبات وهزمت الإحباطات، وشاركت فى كأس الإتحاد وحصلت على المركز الأول فى بطولة الجمهوريه قبل أن أفوز بكأس مصر».  

وتضيف: الرياضة تساعد على تناسق الجسم وليس إظهار عضلاتى كما يعتقد البعض وبالتالى فهى مصدر للأنوثة فى البنات، ولكن المشكله أن ثقافتنا الرياضية ضعيفة، ومازال المجتمع الشرقى لا يتقبل البنت الرياضية بسهولة رغم أن الرياضة أخلاق وتربية متكاملة.. وتوجه نور رسالة إلى شريك حياتها قائلة: لابد أن تتفهم وتقدر حبى لرفع الأثقال ولا تخشى من عضلاتي، عليك أن تقبلنى بشخصيتى كما هي، ولا تهتم بالتعليقات الساخرة.

رحاب ممدوح: زوجي اختارني رياضية ولا يتأثر بالتعليقات السلبية

تؤكد رحاب ممدوح - مدربة كرة قدم - أن الفتاة الرياضية شرسة فى الملعب وأنثى فى البيت، لافتة إلى أن زوجها اختارها وهى لاعبة وأعجب بشكلها ولم يتأثر بتعليقات أحد لأنه يعلم رياضة تنظم النفس وتجعل الإنسان يعيش حياة صحية.. وضربت مثلا باللاعبة سمر حمزة بطلة أفريقيا فى المصارعة الحرة التى تكونت لها عضلات، ورغم ذلك تهتم جيدا بمظهرها وسعيدة بشكلها وفخورة بمشوارها الرياضى ولم تتراجع يوميا بسبب تعليقات مثل عضلات الأنثى أو عضلات مراتي..

وأشارت إلى أن اهتمام الدولة بالرياضة النسائية، يؤدى إلى تغيير المفاهيم تجاه ممارسه الرياضة للمرأة، ويشجع كثيرا من البنات على ممارسة مختلف الألعاب الرياضية، ومن ثم سيعمل على اختفاء التعليقات السلبية التى تتعرض لها اللاعبات خاصة العنيفة.

منار جوهر: ألعاب القوى تشد الجسم وزوجى سعيد بشكلى

فى الإعدادية بدأ مشوار منار جوهر الرياضي، حين تم اكتشاف موهبتها وقدرتها على التحمل ليتم ضمها كلاعبة إلى دورى المدارس وتفوز بمركز متقدم، فى الوقت الذى تشكر فيه الصدفة التى قادتها إلى لقاء الكابتن فرج عريس والذى رشحها للانضمام لفريق ألعاب القوى بالنادى الأهلي.

«ظهرت معالم الطريق واضحة» تقول منار وهى تحكى عن المشاركة فى العديد من البطولات وقنص المراكز الأولى والحصول على الميداليات فى رياضه الوثب العالى إضافة إلى بطولة الجمهورية فى أول ١٠٠ متر حواجز.

تفوقها فى اللعبة العنيفة صنع منها شخصية صلبة لا تهتم بالتعليقات السلبية التى تصفها بالمسترجلة، وتفخر بما تحقق من إنجازات، فى حين تشير إلى أن الرياضة علمتها كذلك الاهتمام بأنوثتها والحفاظ عليها وليس العكس، لافتة إلى أن ألعاب القوى تعمل على شد الجسم ومحاربة الترهل وتجعل الإنسان أكثر صحه وشباب وأقوى فى الشخصية، مشيرة إلى أن عضلات الأنثى تختلف كثيرا عن عضلات الرجل، وتثنى على زوجها الذى لا يكف عن تشجيعها على الاستمرار فى ممارسة الرياضة، يسعد بشكلها الأنثوى.

ريم أحمد: مظهري في الملعب مختلف عن البيت

أصعب ما واجهته ريم أحمد - لاعبة كرة القدم وباحثة ماجستير عن التربية الرياضية بجامعة الأزهر سؤال مستفز سمعته من أحدهم: «انت راجل ولا ست؟.. تصمت قليلا قبل أن تأخذ نفسا عميقا وتقول: المفروض هو احترام حريه الآخرين.. وتشرح: وكل منا حر فى اختيار شكل جسمه، ومظهر المرأة فى الملعب يختلف تماما عنه فى البيت فهى تحرص على أن تكون مكتملة الأنوثة..

وتطالب الرجل بألا يتاثر باستفزازات الآخرين حول عضلات زوجته لأنه يجب أن يكون متفهما لطبيعة ممارستها للرياضة.. كما أن هذه التعليقات تأتى من أشخاص لا يدركون أهمية الرياضة وفوائدها، وكيف تساعد على تنظيم النفس وتقوية المناعة والحماية من الأمراض وصحة وسلامة الجسم، وتقول: عندما تحصل لاعبة على ميدالية تكون مصدر فخر لعائلتها وترفع اسم بلدها فى محافل الدولية.

هند وجيه: نحن أكثر رومانسية ونبحث عن العواطف

منذ 6 أعوام قررت هند وجيه عثمان أن تحترف لعبة كمال الأجسام، لكنها عندما كانت تذهب إلى التمرين لم يكن يسمح لها بالتواجد بين الرجال، ويتم طردها، خاصة أن الفتيات لا يفكرن أصلا فى هذه الرياضة، ولا يوجد اتحاد لكمال الأجسام النسائى فى مصر.

تقول هند: تمكنت من إقناعهم، وأنا أشرح لهم أنه لا توجد فروق كثيرة بين الرجال والسيدات فى القدرة على التحمل، وبدأت أتمرن على أيدى أبطال فى اللعبة، وأتحدى نفسى حتى أصبحت أول مدربة كمال أجسام (رجال) فى مصر، وتوضح: حاولت تغيير النظرة السلبية تجاه السيدات بأنهن لا يصلحن لكمال الأجسام.

بدأت الصحافة تكتب عن هند، والبرامج الفضائية تلتقى بها، إلا أنها قررت أن تقفز قفزة أخرى فى مجال الرياضة وتكسر «تابو» جديدا، وهى تقتحم عالم البودى جارد الذى لا يوجد فيه بنات، وبالفعل استطاعت أن تعمل لفترة فى تأمين بعض الحفلات، وحين شاهدت أحد الحراس يرافق شخصية vip بدأت تسأل كيف تصبح حارسا شخصيا، فذهبت لتقديم أوراقها إلى المعهد الأمنى بالعباسية وتعلمت استخدام السلاح وطريقة تأمين الشخصيات الهامة، لتصبح أول حارس شخصى معتمد من وزارتى الداخلية والخارجية.
مهلا.. لم تنته القصة بعد، فقد اقتحمت هند أيضا عالم الملاعب لتصبح أول مدربة أحمال فى فريق كرة قدم (رجال)، من خلال عملها مع الكابتن إبراهيم سعيد فى نادى «جولدى».

تقول هند إن الناس تعتقد أن رياضية مثلها لا بد أن ترتبط برجل يشبه «جون سينا»، ولكنها فتاة عادية، وخطيبها يشجعها على الرياضة، تخبرنا بأنها ست بيت شاطرة جدا.. تضحك وهى تقول إذا تشاجرت مع خطيبى ووصلت الأمور إلى النرفزة فإننى أدير وجهى للناحية الأخرى حتى لا تتطور الأمور، لأن الخشونة لا يجب أن تظهر أمام شريك حياتي.

وحول التعليقات التى يسمعها شريك حياتها تقول هند: كتير.. منها مثلا «الله يكون فى عونك «ربنا يستر عليك»، وتؤكد أن السيدات الرياضيات هن الأكثر رومانسية، لأنهن يبحثن عن العواطف، ولكنها لاتخرج إلا للشخص الذى اختاره قلبهن.

علم النفس: العضلات لا تمنع المشاعر

يؤكد الدكتور أحمد عبد الله أستاذ علم النفس بجامعة الزقازيق أن تفوق المرأة فى الرياضة فى الوقت الحالى ليس مستغربا فى ظل إحساسها بذاتها وقدرتها على اقتحام المجالات التى كانت محرمة عليها فى السابق.. ويضيف: فى العصور القديمة كان الرجل هو المسئول عن حمايتها فى الأماكن التى تتواجد فيها، ولكنها لم تكن تخرج كثيرا، أما الآن فهى تذهب إلى الدراسة والعمل بمفردها وقد تتعرض لبعض المضايقات أو التحرش ولذلك فعليها دائما أن تكون مستعدة للتعامل مع تلك الظروف، وممارسة الرياضة تمنحها الثقة بالنفس والإحساس بالقوة.. ويتابع: نحن نعلم أن العضلات بالنسبة للسيدات تختلف قطعا عنها فى الرجل، ومع ذلك فالعضلات سواء بالنسبة للرجل أو المراة لا تمنع تدفق المشاعر والرومانسية، وربما يكون العكس هو الصحيح بالنسبة للفتيات التى تتعامل طيلة الوقت مع رياضة عنيفة وتضطر لأن تكون خشنة فى أسلوبها مع الرجال حولها، فهى تكون فى أشد الاحتياج لمن يتعامل معها بلطف ويمنحها حبا صادقا، وتكون أيضا قادرة أيضا على أن تحافظ على أنوثتها وتفصل بين ممارسة الرياضة فى الخارج ووجودها فى البيت.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة