عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

ضربة أوربية للإخوان !

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 08 يوليه 2021 - 07:37 م

بينما لم يفق الإخوان بعد من صدمة تضييق السلطات التركية عليهم فى اطار سعى تركيا لتطبيع علاقاتها مع مصر ، هاهم يتعرضون لصدمة أخرى ربما تكون أشد وتتمثل فى إعلان النمسا جماعة الإخوان جماعة محظورة، وهو ما يعنى حظر أنشطتها داخل الأراضى النمساوية ، وفى مقدمتها الأنشطة المالية والاقتصادية ومن بينها جمع التبرعات .. فإن النمسا تعد  منذ بداية السبعينيات من القرن الماضى إحدى القواعد المهمة الأوربية للإخوان وتنظيمهم الدولى .. وقد حدث ذلك حينما لجأ إليها القيادى الإخوانى يوسف ندا بعد ان هرب من ليبيا فى أعقاب ثورة الفاتح من سبتمبر خشية أن يتم إلقاء القبض عليه بسبب علاقته الوثيقة بالملك السنوسى التى تكونت على مدار سنوات هروبه من مصر حينما لاذ بليبيا .. فهذا الرجل الذى كان مسئول الشئون الخارجية فى جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى لعدة عقود قضى فى النمسا قبل أن يتركها للإقامة على الحدود الإيطالية السويسرية وقتًا  كان كافيا لتأسيس قاعدة إخوانية فيها نمت وترعرعت حتى صارت النمسا واحدة من المراكز المهمة للإخوان فى أوربا .. قاعدة للتجنيد والأهم للتمويل، ولذلك عندما تأتى السلطات النمساوية لتحظر أنشطة الإخوان ، جماعة وتنظيمًا دوليًا ، فإنها تكون قد وجهت لهم ضربة موجعة، لأنها سوف تحرمهم من إحدى القواعد الأوربية ، بل العالمية ، لجمع الأموال ، وتغلق فى وجوههم موقعا مهما جدا لأنشطتهم الأوربية تستهدف الشبكة العالمية التى تمكنوا من نسجها على مدى اكثر من سبعة عقود لتوفير  وجمع الأموال ، وهى الشبكة التى قام يوسف ندا بتأسيسها مستفيدا بما قام به قبله سعيد رمضان من جهود بعلم بل برعاية السلطات  الاوربية وايضاً الأمريكية  ..وبسبب هذه الرعاية اتسعت هذه الشبكة  لتشمل العديد من الدول الاوربية، فهى لم تواجه اية صعوبات سوى لفترة زمنية محدودة، هى السنوات التى أعقبت تفجير برجى نيوريوك حينما تم إغلاق بنك التقوى الذى أنشأه يوسف ندا مع شريكه السورى على غالب، والتحفظ على عدد من مشروعاته، ولكن سرعان ما تم إلغاء هذا التحفظ وتمت اعادة الأموال المصادرة للرجل، ليستأنف الإخوان أنشطتهم المالية الخارجية بلا اية متاعب أو مصاعب، وبدرجة اكبر من النشاط، وهذا ما رصدته بالمعلومات الموثقة فى كتابى الجديد الذى صدر منذ أيام : ( أموال الإخوان .. من حسن البنّا إلى ابراهيم منير)، والذى يتتبع بالبحث والدراسة مصادر تمويل الإخوان التى تنوعت ما بين المنح والهبات والتبرعات والاستثمارات الداخلية والخارجية ايضا، وهى المصادر التى مازالت تضخ لهم اموالا غزيرة. 
وعندما تأتى النمسا لتحظر أنشطة الإخوان داخل أراضيها فإنها بذلك وجهت ضربة موجعة لشبكة الإخوان المالية فى أوربا ، لأنها كانت واحدة من النقاط المهمة فى هذه الشبكة .. فضلا عن أن ذلك قد يشجع دولا اوربية اخرى أن تحذو سبيل النمسا وتحظر أنشطة الإخوان ايضا داخل أراضيها ، ولعل الدولة المرشحة هنا هى فرنسا التى بدأت تضيق عليهم ايضا .
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة